- نجوم العمل قدموا تجربة فنية مذهلة قادها النجم بدر الشعيبي ببراعة
ياسر العيلة
أرض الكويت لا تنضب أبدا من المواهب، هذه الجملة أرددها دائما عندما أشاهد عملا فنيا متكاملا يحمل فكرا وإبداعا ومضمونا، وهذا الكلام ينطبق حرفيا على الفنان الشاب الشامل بدر الشعيبي الذي يعد واحدا من أهم المواهب الفنية التي ظهرت في السنوات الأخيرة والذي نجح في صناعة شكل جديد للمسرح الغنائي الاستعراضي على المستوى الخليجي والعربي، حيث حضرت له مؤخرا مسرحيته الجديدة «ابرا كدابرا» التي شهدت تطورات مذهلة على مستوى الشكل، وكذلك القضايا المطروحة التي تتناولها، وبها عناصر إبهار غير مسبوقة من ديكور وموسيقى واستعراض وغناء وأداء تمثيلي، كل هذه العناصر صاغها الشعيبي باحترافية لتقديم مسرح درامي غنائي، ندر تقديمه، لكلفته المالية العالية من ناحية، ومن ناحية أخرى لعدم توافر مسارح مجهزة لمثل هذه النوعية من الفنون.
تعتبر مسرحية «أبرا كدابرا» التي تقدمها شركة «ترند برودكشن»، أحد الأعمال المميزة التي قدمت للجمهور بداية من أول أيام عيد الفطر، ومستمرة في عروضها إلى الآن محققة رقما قياسيا في عدد العروض التي تم تقديمها خلال هذه الفترة، وبلغ عددها 55 عرضا، وهي غنائية استعراضية تعتمد على الإبهار والأداء الجماعي للفنانين والاستعراضيين الذين يبلغ عددهم 100 فنان وراقص، منحوا العرض طابعا سحريا في تجربة فنية موسيقية غنائية مذهلة، قادها النجم بدر الشعيبي الذي وعلى الرغم من صغر سنه يعتبر موسوعة فنية بمفرده، فهو له العديد من الأعمال الفنية، سواء كانت تمثيلا أو إخراجا أو غناء أو توزيعا أو تلحينا، ساهمت في تشكيل ملامح جيل بأكمله.
ولا يمتلك الشعيبي عصا سحرية ولكنه أمتلك موهبة ربانية تم إطلاق العنان لها فيما بعد لتثمر تقديم وتبني ومشاركة نجاحات الكثيرين من الممثلين والمطربين ومنهم نجوم مسرحية «ابرا كدابرا» بداية من النجم يعقوب عبدالله وكاتبة العمل مريم نصير، مرورا بالنجوم الشباب الذين اشعلوا المسرح حماسا ومتعة بأدائهم المتميز، وهم: فرح الصراف وناصر الدوسري وناصر عباس وفهد الصالح وميثم الحسيني وضاري الرشدان وفيصل فريد وعبدالرحمن الفهد وهاني الهزاع ورهف محمد وريان دشتي وعبدالرحمن اليحيوح ونور محمود وعبدالله الشطي، الذين قدموا عملا مميزا يستحق الإشادة لعناصره المتكاملة، نصا وموسيقى وأداء وسينوغرافيا وإخراجا، بالإضافة الى الملابس والديكورات والإكسسوارات.
ببساطة، المسرحية جميلة، قريبة من القلب والأذن، تسمع وتشاهد بمتعة، ونرغب في معاودة سماع ألحانها وموسيقاها، وهذا في رأي معيار الموسيقى الناجحة، أن نشعر بالرغبة في سماعها مجددا، وقدمت مريم نصير التي أتوقع ان تشكل مع بدر الشعيبي ثنائيا ناجحا خلال الفترة المقبلة، قصة لطيفة تدور حول فرقة استعراضية لم تحقق عروضها الربح المادي المتوقع فيسعون لتجديد وتطوير الأعمال التي يقدمونها من خلال انتقالهم لمسرح مهجور يعرضون أعمالهم عليه بناء على نصيحة من احد الصحافيين، إلا انهم يكتشفون ان هناك فرقة أخرى تقيم في هذا المسرح، وتتوالى الأحداث.
كل الفنانين المشاركين في العمل أبدعوا جميعا بالأداء المضبوط غير المبالغ فيه، ضمن إدارة ممتازة لهم على الخشبة، نطقا وشعورا وحركة، ومن عوامل النجاح أيضا الموسيقى والأغاني التي احتواها العرض، وكما هو معروف فان المسرح الاستعراضي وخاصة الغنائي يعتمد في المقام الأول على الملحن، بدليل أن الأوبرا دائما تنسب إلى الملحن وليس للمؤلف، فمثلا يقال «أوبرا عايدة» لفيردي لأن للملحن دورا مهما جدا في الأوبرا، وبالتالي إذا لم يوجد ملحن عبقري فلن يوجد أوبرا، وفي هذا العمل أثبت بدر الشعيبي انه ملحن عبقري بمعنى الكلمة، شاركه الشاعر محمد الشريدة الذي كتب النص الغنائي، والتأليف والتوزيع الموسيقي للفنان القدير ربيع الصيداوي.
التعليقات مغلقة.