ياسر العيلة
شهدت الكويت، وتحديدا قاعة «الأرينا» مساء الخميس الماضي، حدثا فنيا استثنائيا بمعنى الكلمة، حيث كان الجمهور على موعد مع حفل «الميجا ستار» المطرب المصري الشهير عمرو دياب، من تنظيم شركة «باشا قروب» للمنتج المحترف حسين موسى.
الحضور كان كبيرا، تجاوز السعة المحددة لقاعة الأرينا، والتي تعد الوجهة الأبرز والأضخم لاستضافة أهم الفعاليات الفنية والترفيهية العالمية متجاوزة مفهوم القاعات التقليدية التي اعتدنا عليها، وقد أشاد «الهضبة» عمرو دياب بها أكثر من مرة خلال حفله الأسطوري الذي يعد أقوى وأنجح الحفلات التي شهدتها الكويت و«الأرينا» حتى الآن.
قدم الحفل بأسلوبه الجميل والحماسي المذيع المتميز سلمان النجادي، وقبل صعود دياب على المسرح تم تقديم فقرة استعراضية لثلاثة فرق عالمية (LED Ballerinas by Oleg Struke وLED Drum Wheel وBlack Lilies Quartet)، وكان «الشو» استعراضيا موسيقيا مبهرا، وذلك وسط تفاعل من الجمهور معهم، وسبق لهذه الفرق أن شاركت في فعاليات كأس العالم بقطر وموسم الترفيه في الرياض.
عقب ذلك، جاء الموعد مع «قاهر الزمن» الأسطورة عمرو دياب، فهو بالفعل استطاع وعن جدارة أن يجعل الأيام تحت طوعه، ويرى فيه جيل الشباب المثل والقدوة من حيث التمسك بالروح الشبابية، خاصة أنه لا يعترف بالزمن ولا يتوقف أمام السنين، حيث أطل على الجمهور بـ «لوك» شبابي ولا يبدو عليه عمره الحقيقي «ما شاء الله»، متنقلا برشاقة على المسرح الذي ظهر بتصميم وفكر يضاهي المسارح العالمية بمعنى الكلمة، فقد تم توظيف كل التقنيات الحديثة لخروج الحدث الفني الضخم بهذا الشكل العالمي، كما تمت الاستعانة بنجم «Fire Work» أحمد عصام الذي أبهرنا بالألعاب النارية التي وظفت بشكل رائع مع كل أغنية قدمها «الهضبة»، فنال إعجاب ورضا دياب والفريق المرافق له، وذلك بالإضافة إلى التنظيم الاحترافي الذي شهده الحفل، فلم نسمع أي شكوى وخرج بهدوء رغم الأجواء الحماسية غير العادية التي أحدثها دياب على مدار ساعة ونصف الساعة كان فيها «مزاجه رايق جدا».
وعبر عمر دياب عن حبه للكويت وشعبها، قائلا: «أنا لي ذكريات جميلة في الكويت ولها مكانة خاصة في قلبي منذ زمن طويل»، ما جعل الجمهور يصفق له كثيرا ويهتفون: «بص شوف عمرو بيعمل ايه»، فانعكس ذلك بشكل إيجابي عليه وعلى فرقته الموسيقية التي تفوقت على نفسها وقدمت ليلة استثنائية مع نجمها الكبير في ليلة غنى فيها التاريخ.
قدم «الهضبة» العديد من أعماله الحديثة والقديمة من تاريخ فني يمتد لأكثر من 3 عقود من الزمن، منها على سبيل المثال لا الحصر «يا أنا يا لأ، لو اتساب، بحبه، بعشق تفاصيله، أنت الحظ، وياه، اسأل روحك، قمرين، العالم الله، برج الحوت، قدام مرايتها»، وغيرها من أغنياته الشهيرة، كما قدم «ميدلي» من أجمل أعماله القديمة التي لها ذكريات لدى عشاقه، وقدم أيضا الأغنية الإنسانية التي طرحها في شهر رمضان الماضي «في حياتنا ناس» ليؤكد مجددا انه رقم صعب في المعادلة الفنية بمصر والوطن العربي كله، وستظل أغانيه حالة خاصة جدا، وموسيقاه ثورة على الأشكال التقليدية، فالفن العربي لم يعرف نجما مثله تصدر المشهد الغنائي أكثر من 30 عاما في العصر الحديث، واللافت للنظر أن «الهضبة» بأدائه الرائع في هذا الحفل أراد أن يكتب تاريخا جديدا للنجومية كما ينبغي أن تكون.
لقطات
المنتج الشاب الموهوب حسين موسى أحدث ثورة في عالم الحفلات الغنائية التي أقيمت في الكويت من خلال توفيره كل عناصر النجاح حتى خرج الحفل بهذا الشكل رغم تكلفته الإنتاجية الضخمة، حيث استعان بكبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال مثل شركة «هاي لايت» التي صممت الإضاءة واستخدمت شاشات عملاقة واكبت غناء عمرو بعرض مقاطع من أغنياته، بجانب الديكور المبهر للمسرح بشكل عام، وأيضا استعان موسى بشركة «الليلك» التي تعد واحدة من أهم شركات الصوت على مستوى الوطن العربي.
النجم عمرو دياب استهلك كمية كبيرة من المياه نتيجة المجهود الكبير الذي بذله مع كل أغنية قدمها، والشيء نفسه في عدد المحارم الورقية التي جفف بها عرقه، ويبدو أنه لا يزال يحن لكرة القدم، حيث لعب في أواخر السبعينيات لاعب خط وسط في فريق القناة بمحافظة بورسعيد، فقد تعامل مع المحارم التي استعملها وكأنها كرة قام بركلها بكعبه أكثر من مرة ما جعل الجمهور يصفق له كثيرا.
التعليقات مغلقة.