بحيرة روبكوند.. ولغز الهياكل البشرية الذي أعجز العلماء | قل ودل

[ad_1]

هنا في أعالي الهيمالايا تقبع بحيرة روبكوند، حيث الغموض والأسرار المرتبطة ببقعة خاوية وخالية من مظاهر الحياة كافة، غير أنها تعج بمئات الهياكل البشرية والجماجم التي لم يستدل على أصحابها، لتبقى هذه المنطقة الجليدية لغزا حير الكثير من العلماء حتى وقتنا هذا.

بحيرة روبكوند

بحيرة روبكوند

بحيرة روبكوند Roop Kund أو «بحيرة الموتى» كما يُطلق عليها، هي بحيرة نائية في أعالي جبال الهيمالايا الهندية، تحديدًا في واد ثلجي، تتناثر فيه مئات الهياكل العظمية، مما جعل البعض يطلق عليها أيضًا «بحيرة الرفات والهياكل العظمية».

موقعها واكتشافها

تقع البحيرة على ارتفاع 16،500 قدم فوق مستوى سطح البحر، في ولاية أوتاراخند Uttarak­hand، تحديدًا أسفل منحدر شديد الانخفاض في جبل تريسول الذي يصل ارتفاعه إلى 7120 مترا، وهي مجموعة من 3 جبال في الهيمالايا في غرب كوماون.

تم اكتشاف البحيرة من قبل حارس غابة هندي يُدعى «مادهوال» Mad­hw­al، وذلك في عام 1942، حيث هرع العامل ليبلغ السلطات على الفور، بعد رؤيته مئات العظام والجماجم المتناثرة، بالإضافة إلى بعض الهياكل البشرية التي كانت لحومها لا تزال سليمة.

هذا الاكتشاف المروع حير علماء الأنثروبولوجيا لأكثر من نصف قرن، والذين حصروا أعداد الجثث والهياكل لتصل 600–800 جثة، وعكفوا على دراستها دون الوصول إلى أية نتائج تُذكر، فما هو سر تلك الهياكل والجثث؟ ومن أين أتت؟ وكيف تم الحفاظ عليها بهذه الاحترافية من الأساس؟

الأساطير حاضرة

بحيرة روبكوند
صورة توضيحية، لأشلاء نحو 600–800 شخص في البحيرة..

رجح البعض فرضية «الوادي الجليدي المسحور»، إذ تم تداول بعض الأقاويل حول الوادي الثلجي، فمنهم من يقول إنه مسكون بالجن والشياطين، وإنهم المسؤولون عن تواجد تلك الهياكل البشرية الغامضة، ويشير البعض الآخر إلى أن تلك الجثث ما هي إلا جثث للجنود اليابانيون الذين حاولوا غزو التبت في عام 1841، وتعرضوا للتعذيب والضرب المبرح، ثم أُجبروا على العودة إلى ديارهم فوق جبال الهيمالايا، مما أسفر عن موتهم أثناء طريق العودة، ليبقى رفاتهم في البحيرة.

مقبرة جماعية

بخلاف رواية الجنود، يشيع بين بعض السكان المحليين القول إن البحيرة كانت مقبرة جماعية، وإن الهياكل الموجودة بها هي بقايا التجار التبتيين الذين كانوا يمرون على طريق الحرير، وقد أوقعهم حظهم العاثر تحت وطأة الوباء المنتشر في ذلك الوقت، ليلقوا حتفهم على الطريق، ثم تم دفنهم بعد ذلك في المقبرة والردم على جثثهم.

عاصفة ثلجية

بالإضافة إلى ما سبق، هناك فرضية أخرى كامنة وراء وجود الجثث، والتي تم تداولها عبر السنين، وهي أن بحيرة روبكوند كانت مقبرة لأولئك الذين ماتوا أثناء عاصفة ثلجية عنيفة منذ 870 عاما، وهم الملك جاسدهوال وزوجته، وحاشيتهم من الجنود والخدم والراقصين، إذ اجتمعوا في ذلك الوقت للاحتفال بميلاد ابن الملك، إلا أن العاصفة التي هبت فجأة أودت بحياتهم جميعًا.

بحيرة الموتى الغامضة

بحيرة روبكوند

وصفت الحكومة المحلية البحيرة بأنها بحيرة غامضة، كما حذروا من زيارتها، ورغم ذلك فإن الكثير من السياح الذين يمتلكون قدرًا كافيًا من الجرأة وروح الشجاعة، يشقون طريقهم بأنفسهم لاكتشاف الغموض المتعلق بالبحيرة، إلا أن مغامرتهم تبوء بالفشل، ليعودوا أدراجهم من حيث أتوا، دون الوصول إلى أية معلومات مفيدة بشأن البحيرة أو الهياكل المتناثرة.

دراسة البحيرة وتحليل الجثث

وفقًا للموسم والطقس، تظل البحيرة متجمدة أغلب فصول العام، ثم تنكمش قليلًا، وتأتي عليها فترات يذوب الثلج كليًا، وفي هذه الحالة فقط تظهر العظام والهياكل البشرية، وقد أجريت العديد من الدراسات بهذا الصدد، حيث قام العلماء بتحليل وراثي لبقايا 38 جثة، بالإضافة إلى التأريخ باستخدام الكربون، وقد اكتشفوا من خلالها أن هناك 15 جثة تعود لنساء، ورجحوا أن بعضها يعود إلى نحو 1200 عام.

كما أشار التأريخ الكربوني إلى أن الأموات لم يكونوا بالضرورة من نفس الحقبة الزمنية، وقد أوضح البناء الجيني أن هناك تنوعًا في العرق أيضًا، فالبعض منهم تمثلوا في مجموعة واحدة من الناس، لديها جينات مشابهة لسكان جنوب وجنوب شرق القارة الآسيوية الحاليين، والذين ماتوا خلال أحداث مختلفة بين القرن السابع والقرن العاشر، بينما هناك مجموعة أخرى لديها جينات مقاربة تمامًا، لبعض مواطني القارة الأوروبية حاليا «تحديدًا في جزيرة كريت»، والذين يعود تاريخ موتهم إلى القرن التاسع عشر.

هناك أيضا مجموعة ثالثة تنتمي جيناتها إلى منطقة شرق البحر المتوسط، ما يشير إلى أن هذه المنطقة ربما كانت وجهة عالمية في وقت ما عبر التاريخ.

كذلك أظهرت الدراسات أن جثث الرجال والنساء لا يوجد بينها أطفال، حيث تعود جميعها لأشخاص بالغين، طوال القامة، تتراوح أعمارهم بين 35–40 عاما، وجميعهم يتمتعون بحالة صحية جيدة، ولم يمسسهم أي وباء.

موت جماعي

ثم جاءت الدراسة الأخيرة التي استمرت 5 سنوات، وقد شملت 28 باحثًا تم اختيارهم من بين 16 مؤسسة، مقرها الهند، الولايات المتحدة، وألمانيا، ورجحت هذه الدراسة أن الهياكل العظمية كانت لمجموعة من الأشخاص، يفترض أنهم ماتوا جميعًا دفعة واحدة، في حادثة جماعية أو كارثة خلال القرن التاسع، وأن جميع الافتراضات التي سبق ذكرها قد لا تكون صحيحة.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى