[ad_1]
هناك تسميات وأوصاف تطلق على بعض الأشياء أحياناً يكون فيها مبالغة، وأحيانا يكون فيها توصيف مركز وبليغ، يقول للناس انتبهوا أنتم أمام حالة غير مسبوقة، وتزداد خطورة هذه التوصيفات عندما يتعلق الأمر بالصراعات العسكرية، أو الاحتقانات السياسية التي عادة ما تجري بين دولتين، ويحدث أن تحدث بين أكثر من دولة، وهذا أحد منابع الخطورة، ومكامن الخطر. الحرب في أوكرانيا مثال صارخ لذلك، حيث بدأت العملية الصراعية في شكلها العسكري بين الجانبين الروسي والأوكراني، بعد مضي عام ها هي تتسع دائرتها لتشمل أطرافاً أخرى، والغريب أن تدخل هذه الأطراف، واقترابها من حرارة الصراع اتخذ عدة أشكال خلال العام الأول، فبعد الإعلانات الأمريكية والأوروبية الصريحة والمباشرة بدعم المجهود الحربي الأوكراني على ما قيل حينها بـأنه تعد على سيادة بلد مستقل، نشهد اليوم وبعد أحداث باخموت هذه المدينة التي نالت نصيبا كبيرا من الخراب والتدمير، نجد أننا، وربما العالم، أمام حالة توتر عالية، هذه الحالة فرضتها الحقائق الإعلامية حول المواجهات بالسلاح بين القوى الدولية على الأرض الأوكرانية، ولعل آخر الحوادث حادثة المسيرات الروسية والأمريكية التي دخلت في اشتباك نتج عنه إسقاط لمسيرة أمريكية تعتبر جوهرة تاج الصناعة العسكرية الأمريكية، حادثة الإسقاط هذه ترتب عليها توتر شديد بين الجانبين، ولا أبالغ إذا قلت إن العالم أصغى باهتمام إلى تصريحات الجانبين الأمريكي ثم الروسي حول الموضوع، وإن المختصين سعوا جاهدين لتفسير كل كلمة، أو إيماءة من القيادات العسكرية في الجانبين. بعبارة أخرى هذه الحادثة كادت أن تكون القشة التي توسع دائرة الحرب وتدخل أطرافا جديدة علنا وبشكل مباشر إلى حلبة الصراع المفتوحة أمام كميرات التلفزيونات منذ عام كامل. ومن محفزات الصراع ورفع وتيرة التوتر العالمية انطلاقاً من أوكرانيا حديث كثُر بين المراقبين مؤخراً حول وجود أسلحة صينية تجارية استخدمت من قبل الروس في باخموت تحديداً وتمت بها مواجهة المسيرات الأمريكية تحديداً. هذا التطور النوعي يستدعي الخطر وقد ينقل المواجهة من درجة الدور الثانوي، والمساعد، إلى درجة الطرف المتورط والداعم علناً. ويعرف المراقبون أن الوصول إلى هذه النقطة أمر جدير بتسمية هذه الحرب بحرب الحروب. السؤال الذي لا يتجنبه أكثر من مراقب هل هناك من سبيل، أو سُبل لتجنب كل هذا التصعيد، الإجابات دائماً موجودة ولكنها تندرج في خانة ما يمكن أن نسميه بالردود الجاهزة على الأسئلة الجاهزة أيضاً. أما حقائق الصراع وجذور المنافسة العسكرية والقتالية فهي الثوابت التي يتلمسها الجميع.
[ad_2]
رابط المصدر
التعليقات مغلقة.