خطط لتحديث تدريب مشاة البحرية الأميركية

يركز سلاح مشاة البحرية الأميركية على جلب أنظمة التدريب الاصطناعية لأفراد المشاة، مع الاعتراف بأن التهديدات المتقدمة والتغييرات التشغيلية في إطار خطط Force Design 2030 تستلزم تغييرًا من أحداث التدريب المباشر التقليدية، وفقا لما نشره موقع Defense News.

تدريب ومحاكاة وتعليم

رسم جنرالات مشاة البحرية على لوحات مختلفة في مؤتمر التدريب والمحاكاة والتعليم في العام الجاري نفس الصورة لتدريب المشاة الحي، بما يشمل مناورة مشاة البحرية حول الصحراء، وهم من يطلق عليهم اسم “ذئاب البراري”، ومشاة البحرية الأخرى المخصصة لمجموعات التدريب، التي تشرف على التدريبات الحية وتوجهها يرتدون سترات برتقالية زاهية لتمييز أنفسهم عن باقي الأفراد المشاركين في التدريبات. يدور أفراد “ذئاب البراري” حول المشاركين، لإخبار الأفراد “بشكل اعتباطي” أنهم أصيبوا بالرصاص أو حددوا سيارة أصيبت بنيران غير مباشرة.

ولا يستطيع باقي الأفراد مواكبة تحركات الذئاب في الوقت الفعلي، مما يعني أن الوحدات الأخرى والقادة في التسلسل القيادي يتعين عليهم اتخاذ قرارات دون رؤية تقدم الصراع في الوقت الفعلي. اتفق جنرالات البحرية الأميركية على أن هذه الطريقة لن يقاتل بها الفيلق في المستقبل القريب، وبالتالي ليست هذه هي الطريقة التي يجب أن يتم التدريب على أساسها.

القاعدة الاستكشافية المتقدمة

فيما قال العميد ماثيو موري، مساعد نائب القائد لشؤون الطيران بالبحرية الأميركية، خلال جلسة في بداية الشهر الجاري: “سيتعين علينا أن نكون قادرين على التدريب كما نقاتل، بما يعني جزئيًا أن نعمل [بموجب مفهوم عمليات القاعدة الاستكشافية المتقدمة الذي يشكل خطط المارينز]. إن الأمر كله يتعلق بالحصول على المعلومات من خلال شبكات [الاتصالات] في المكان والوقت المناسبين، وبطريقة قابلة للاستخدام حتى يمكن اتخاذ القرارات حتى المستويات الأدنى”.

العناصر البحرية والبرية والجوية

وأضاف أن مجتمع الطيران البحري أرسل أجهزة محاكاة جيدة على السواحل الشرقية والغربية للولايات المتحدة وكذلك في اليابان، ولكن التحدي لدورتي الميزانية التاليتين سيكون تطوير إمكانية التشغيل البيني التدريبي مع القوات البرية.

من الناحية المثالية، قال العميد موري، إنه يجب أن يكون الطيارون من عنصر القتال الجوي ومشاة البحرية في عنصر القتال البري في نفس وحدة الاستطلاع البحرية قادرين على التدريب معًا، ورؤية نفس السيناريو والقدرة على مواجهة مشكلة معًا، مشيرًا إلى أن التركيز القادم الآخر سيشمل تطوير إصدارات أصغر وأكثر قوة من نظم محاكاة الطيران، التي يمكن أن يتم نشرها وتوزيعها على المزيد من المواقع.

الجيش الأميركي

كما أكد أنه “لمواجهة تهديد الأقران، يجب أن تكون قادرًا على التدريب على ذلك طوال الوقت، وليس مرة واحدة فقط في السنة في بعض قواعد التدريب الأكبر”.

سيناريو مثالي

خلال الجلسة نفسها، وصف لواء أوستن “سباركي” رينفورث، الذي يقود قيادة تدريب فرقة العمل البحرية الجوية البرية ومركز القتال الجوي الأرضي التابع لسلاح مشاة البحرية توينتينين بالمز، طموحاته في الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه التدريب القتالي الأرضي، قائلًا: إن التدريبات الحية تساعد القادة على التدريب على اتخاذ أفضل القرارات في ساحة المعركة. مع تحديث سلاح مشاة البحرية بما يتماشى مع Force Design 2030، سيتمكن هؤلاء القادة من الوصول إلى المزيد من البيانات والمعلومات من قريب وبعيد، لكنهم يواجهون صعوبة في فهم وصولهم بالإضافة إلى الثقة في المعلومات الاستخبارية. ويمكن أن يزداد الموقف سوءًا عندما لا يتم ربط نطاقات التدريب بالشبكة للسماح للقادة برؤية صورة تشغيلية مشتركة في الوقت الفعلي لساحة المعركة.

وقال لواء رينفورث إن ما يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً في المساعدة سيكون نوعًا من إعادة التشغيل الفوري للقدرة على النطاقات، موضحًا أنه إذا تمكن هو وطاقمه من العودة إلى اللحظات المحورية في التدريبات، فسيمكن سؤال القادة عن سبب اتخاذهم لقرارات معينة، ثم يتم مدهم بالبيانات، التي تم تجاهلها، ومن ثم يؤدي ذلك إلى تحسين القرارات، بالإضافة إلى أنه يمكن للقادة تعلم التفكير في الجديد في مجال تدفق المعلومات والثقة به، معربًا عن أمله في أن يتم الاعتماد على تلك المصادر أثناء عملية في العالم الحقيقي.

المحاكاة قبل القتال

بينما قال العميد باساجيان، قائد قيادة أنظمة مشاة البحرية الأميركية، خلال الجلسة، إنه ملتزم بتطوير وفهم المتطلبات الناضجة والمستقرة لهذا النوع من نظام التدريب الأرضي لسلاح مشاة البحرية، بالإضافة إلى توفير الموارد المناسبة له.

الجيش الأميركي

الجيش الأميركي

وأعرب عن أمله في أن يتم تحديث سلاح مشاة البحرية الأميركية استعدادًا لمعركة محتملة ضد خصم متطور، مثل الصين، بحلول نهاية العقد أو قبل ذلك.

فيما قال جوليان ألفورد، الذي يتولى قيادة تدريب مشاة البحرية الأميركية، خلال ملاحظاته الافتتاحية إن القائد كلفه بتجديد مجتمع المشاة لدعم عمليات القاعدة الاستكشافية المتقدمة وغيرها من المفاهيم والبعثات الناشئة. وقال إن التحسينات في التدريب الفردي تحدث بالفعل وستستمر حيث يستثمر سلاح مشاة البحرية الأميركية في قدرات جديدة، حتى قبل أن يكون مشاة البحرية على استعداد للانضمام إلى التدريبات الكبيرة بالذخيرة الحية على النحو المتطور الذي ناقشه قادة مشاة البحرية الآخرون.

وأشار إلى أن طياري البحرية يتعلمون في جهاز محاكاة قبل أن يخاطروا بحياتهم في مقاتلة، لكن لا يتم اتباع نفس الأسلوب عند تدريب مشاة البحرية الأميركية.

كما أضاف أنه “لا ينبغي أن تكون المرة الأولى التي يخوض فيها أحد جنود مشاة البحرية المعركة هي المرة الأولى التي يذهبون فيها للقتال؛ لأنه عندما تنزل إلى مدرسة الطيران، قبل أن يستقل الطيار مقاتلة [تقليدية]، فإنه يتم تدريبه بنظم المحاكاة عدة مرات على الإقلاع والهبوط وإسقاط قنابل. لذلك فإن أفراد مشاة البحرية الأميركية في الخطوط الأمامية يجب أن يتلقوا التدريب بنفس الأسلوب”.

التدريب الاصطناعي

في حلقة نقاش منفصلة في نهاية الشهر الماضي، قال الفريق كيفن إيامز، الذي يترأس قيادة التدريب والتعليم بالبحرية الأميركية، إنه يريد أن يرى فيلق البحرية يتلقى التدريب بكامل أسلحته وأنظمته معًا ضد نموذج دقيق لمحاكاة خصم، بما يمنح مشاة البحرية القدرة على التحدي في كل المجالات، وأن يحقق مشاة البحرية أقصى استفادة من أفضل الأدوات المتاحة، حتى لو كانت من الأصول المصنفة بالغة السرية، مشيرًا إلى أن المتطلبات تدل على أنه سيتم استخدام التدريب الاصطناعي بدرجة لم يسبق لمشاة البحرية الأميركية التفكير فيها من قبل.

بعيدا عن المتطفلين

وأعرب الفريق إيامز عن اعتقاده بأن هذه المعايير “تستلزم توفير مجالات تدريب اصطناعية، وإنشاء جيوب، إذا صح التعبير- حيث سيمكن إنشاء تأثيرات داخل تلك الجيوب ثم [يتم التدريب عليها مرة أخرى] في مناورة تدريبية أكبر”.

وشرح أن “[بيئة التدريب الإنشائي الافتراضي المباشر] هي المكان الوحيد الذي سيمكن فيها وضع جميع الأصول العسكرية على الطاولة، وممارسة التدريب على كافة الأصول والمعدات بعيدًا عن أعين المتطفلين”.

كما أضاف أنه “يجب أن يتم استنساخ أنظمة التدريب المستقبلية في ساحة معركة مستقبلية واسعة ومعقدة وأن يتم تطوير القدرات المعرفية لقادة المستقبل”، منوهًا إلى أن “هناك نظام تدريب واحدا فقط يلبي تلك الاحتياجات”.


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى