أخبار الكويت

سفير كازاخستان لـ الأنباء بلدنا عبر المرحلة الصعبة والوضع أصبح مستقرا في مختلف أنحائه

  • بلادنا واجهت توغلاً مسلحاً من قبل مجموعات إرهابية مدربة في الخارج
  • أعمال الشغب تسببت في حدوث خسائر تقدر بأكثر من 200 مليون دولار
  • قوات حفظ السلام قد أتمت مهمتها بنجاح وستبدأ بالانسحاب الفعلي التدريجي
  • كازاخستان ملتزمة بالحفاظ على المكاسب الديموقراطية وستواصل نهج الحداثة

إجرى اللقاء:أسامة دياب

أكد سفير جمهورية كازاخستان لدى البلاد السفير عظمات بيرديباي أن بلاده عبرت المرحلة الصعبة وأصبح الوضع مستقرا في مختلف أنحاء البلاد بعد الأحداث المأساوية التي تعرضت لها مطلع الشهر الجاري، موضحا أن قوات حفظ السلام قد أتمت مهمتها بنجاح وستبدأ بالانسحاب الفعلي.

وكشف بيرديباي ـ في لقاء خاص لـ «الأنباء» عن أن بلاده واجهت توغلا مسلحا من قبل مجموعات إرهابية مدربة في الخارج قاموا بأعمال شغب وتخريب ممنهج نتجت عنها خسائر تقدر بأكثر من 200 مليون دولار، مبينا أن الرئيس توكاييف أعلن عن إصلاحات سياسية واقتصادية جديدة، وشدد على أن كازاخستان ستواصل نهج الحداثة، فإلى التفاصيل:

ما آخر مستجدات الأوضاع في كازاخستان؟

٭ شهدت كازاخستان خلال الأيام القليلة الماضية أحداثا مأساوية أسفرت عن العديد من الضحايا في صفوف المدنيين وضباط الشرطة وأفراد الحرس الوطني.

بدأت التجمعات الاحتجاجية في منطقة مانغيستاو التي طالب سكانها بتخفيض أسعار التجزئة للغاز المسال من 120 إلى 50 تنغي لكل ليتر من الغاز، كما خرج جزء من سكان مدينة جانا اوزن في 2 يناير 2022 للاحتجاجات غير المصرح بها.

وعلى الفور تفاعل رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف مع مطالب المحتجين ووجه الحكومة بدراسة الوضع الاقتصادي والقانوني لها، وبناء عليه اتخذت الحكومة قرارا بفرض حظر على زيادة أسعار السلع الغذائية ذات الأهمية الاجتماعية والوقود وخدمات المرافق العامة، كما تم إطلاق سراح جميع الموقفين في الأيام الأولى من الاحتجاجات.

ولكن كان من المؤسف تصاعد أعمال الاحتجاج في مدينتي ألماتي وأكتوبيه في 4 يناير وتحولها إلى أعمال شغب واعتداءات على ضباط ومباني الهيئات التنفيذية المحلية، وحافظ رجال الأمن في ذلك الوقت على هدوئهم ولم يستخدموا الأسلحة النارية، مما ساهم في عدم وقوع ضحايا وإصابات، وجدير بالذكر أن المحتجين لم يقدموا أي مطالب سياسية أو اقتصادية إلى السلطات المعنية.

في يوم 5 يناير تطورت الأوضاع بشكل متسارع في مدينة ألماتي ومحيطها حيث قامت مجموعات مسلحة قوامها 20 ألف مقاتل بهجوم على المنشآت الإدارية والعسكرية والمراكز التجارية وحرقوها وهددوا حياة المئات من سكان المدينة، كما استولوا على المطار واحتجزوا طائرات الركاب والشحن، مما يشير إلى المستوى العالي من الاستعداد والتدبير في أعمال تلك المجموعات الإرهابية، وبالتالي كان على السلطات الكازاخستانية التعامل معها.

وحسب معلومات وزارة الداخلية الكازاخستانية في 11 يناير 2022 تم احتجاز 9000 شخص في جميع أنحاء البلاد وخلال عملية خاصة تم فيها القضاء على 26 مجرما مسلحا وإصابة 26 آخرين، وفي عملية خاصة في ألماتي تم اعتقال 70 إرهابيا و30 لصا.

وقتل خلال أعمال الشغب 16 من رجال الأمن وأصيب أكثر من 1300 شخص.

هل بدأت الأمور تميل إلى الاستقرار وتعود إلى سابق عهدها؟

6٭ بموجب المراسيم الصادرة عن رئيس الجمهورية قاسم جومارت توكاييف تم فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وأضحت القوات المسلحة مخولة للتعامل مع أي خروج على القانون.

وتتواصل عملية مكافحة الإرهاب في البلاد، إذ تقوم الشرطة والحرس الوطني والجيش بعمليات واسعة النطاق لإرساء القانون والنظام وفقا للدستور.

كازاخستان من أكثر البلدان استقرارا في آسيا الوسطى فماذا حدث؟

٭ يظهر تحليل الأحداث الأخيرة في كازاختستان أن البلاد واجهت توغلا مسلحا من قبل المجموعات الإرهابية المدربة في الخارج، وأظهرت أفعالهم وجود خطة واضحة المعالم للهجوم على المنشآت العسكرية والإدارية والاجتماعية في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن استخدامهم الحرب النفسية عن طريق نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة للتأثير على الرأي العام.

ونظرا لتفاقم الوضع فقد تولى الرئيس قاسم جومارت توكاييف منصب رئيس مجلس الأمن لجمهورية كازاخستان، وطالب الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بإرسال فرقة موحدة لحفظ السلام، ويبلغ قوامها 2000 فرد.

وبالفعل قد وصل الجنود من روسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان وبيلاروسيا، ولا تشارك القوات في الأعمال القتالية ولكنها تقوم بتأمين منشآت البنية التحتية، وسيتم سحبها من كازاخستان بعد انتهاء عملية مكافحة الإرهاب.

إن الديموقراطية لا تعني التحريض والتخريب ولكن كما قال الرئيس فإن احترام القانون والحفاظ على النظام هما الضمان الرئيسي لرفاهية بلدنا، ولقد كان إصدار قانون التجمعات السلمية للمواطنين خطوة كبيرة لتعزيز الديموقراطية في بلدنا.

ما الإجراءات التي ستتخذها السلطات الكازاخستانية لمنع مثل هذه الأحداث في المستقبل؟

٭ كازاخستان ملتزمة بالحفاظ على المكاسب الديموقراطية والإصلاحات التي تحققت في السنوات الأخيرة.

احترام حقوق الإنسان والضمان الاجتماعي والأمن من مهام وأهداف دولتنا.

لهذا، تتخذ السلطات جميع الإجراءات القانونية والإدارية المتاحة ضد الإرهابيين والمتطرفين بما في ذلك استخدام السلاح إذا لزم الأمر.

وفقا لمعلومات الغرفة الوطنية لرجال الأعمال لجمهورية كازاخستان «أتاميكين» تسببت أعمال الشغب في خسائر تقدر بأكثر من 200 مليون دولار.

يقوم ما يسمى بوسائل الإعلام «الحرة» «والشخصيات الأجنبية» بدور مساعد، بل وتحريضي في الواقع في انتهاك القانون والنظام بعيدا عن المصالح الأساسية لشعبنا المتعدد الجنسيات. إنني على الثقة أن كازاخستان ستتغلب على هذه الأزمة.

في 11 يناير 2022 شارك الرئيس قاسم جومارت توكاييف في اجتماع مجلس البرلمان لجمهورية كازاخستان وأعلن انتهاء المرحلة الصعبة من عملية مكافحة الإرهاب مرت، والوضع أصبح مستقرا في جميع أنحاء البلاد، كما أتمت قوات حفظ السلام مهمتها بنجاح.

وبعد يومين سيبدأ الانسحاب التدريجي كما أعلن الرئيس توكاييف عن إصلاحات سياسية واقتصادية جديدة مشددا على أن كازاخستان ستواصل مسار التحديث السياسي.

ووجه الرئيس توكاييف رئيس الوزراء بإعداد برنامج عمل حكومي لعام 2022 وأكد بما في ذلك أن جميع التزامات الدولة المتعلقة بالمستثمرين سيتم تنفيذها تماما، كما أمر بإنشاء صندوق اجتماعي للتعامل مع المشاكلات الحقيقية في مجال الرعاية الصحية والتعليم والدعم الاجتماعي.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى