أفعى الاحتراق الذاتى

[ad_1]

تعتمد الثعابين أو الأفاعى على ما تكتنزه من سم في القضاء على فريستها والمساعدة في عملية الهضم.  كما أن هذا السم يكاد يكون هو بل هو وسيلة الدفاع الوحيدة ضد أي هجوم بعد الاعتماد على غرس أنيابها فى جسد الفريسة أو بعد نفثها لهذا السم فى وجه ومن ثم عين هذه الفريسة التى قد تدمر قرنية عينها ان لم يتم غسل هذه العين فورا. هذه السموم تحتوى وبشكل عام على  مكون أساسى و رئيسى هو البروتينات، بالاضافة الى مجموعة من الانزيمات وعديدات الببتيد. هذه المكونات التى تختلف فيما بينها من حيث التكوين والوظيفة المنوط بها القيام بها، فنجد أن المواد البروتينية  هي صاحبة معظم الآثار الضارة لسم الثعابين أو الأفاعى، و مجموعة الإنزيمات هى التي تساعد على تسريع التفاعلات الكيميائية الخاصة بتكسير الروابط الكيميائية بين الجزيئات الكبيرة ومن ثم تعمل هذه الإنزيمات على تحطيم الكربوهيدرات والبروتينات والفوسفوليبيد والنيوكليوتيدات في أنسجة و خلايا الفرائس. كما يمتد عمل الإنزيمات السامة الى أبعد من هذه النقطة لتؤدى بنا الى خفض ضغط الدم وتدمير خلايا الدم الحمراء وتثبيط التحكم في العضلات. وعلى الجانب الأخر نجد عديدات البيبتيد و البوليبتيدات التى هى فى الأصل سلاسل من الأحماض الأمينية التي تتكون من ما يقرب من 50 حمض أمينى منوط بها تعطيل الوظائف داخل الخلايا ومن ثم موت الخلايا. انه نفس الدور الحيوى الذى تقوم به مواد الاحتراق الطبيعية أو الكيميائية فى عملية الاحتراق الذاتى المؤدية الى انتاج مواد سيراميكية نانومترية متعددة الاستخدامات والتطبيقات الصناعية والبيئية مثل الفريتات القائمة على عنصر الحديد والمنجنيتات القائمة على عنصر المنجنيز. فهذه الفريتات وتلك المنجنيتات تستخدم فى أجهزة الاستشعار وأشباه الموصلات لتخزين الطاقة وفى الكثير من عمليات تحويل المواد البترولية وكذلك التخلص من الملوثات البيئية سواء كانت على المستوى الهوائى أو المستوى المائى علاوة على تحلية مياة البحار والمحيطات. ومن مواد الوقود الكيميائية نجد حمض الستريك و الجلايسين و كذلك اليوريا، فى حين كان من مواد الوقود الطبيعية مستخلصات أوراق النباتات و بياض البيض، هذه المواد التى قمت بالحصول عليها أنا و فريقى البحثى بالمركز القومى للبحوث بمصر للحصول على العديد من أكاسيد العناصر و كذلك المواد الفريتية ذات الطبيعة المغناطيسية، علاوة على المواد القائمة على المجنتيتات ذات خصائص التوصيل الكهربى الجيدة والمغناطيسية المتدنية. و لأن الجمع بين الخواص الكهربية و الخواص المغناطيسية عادة ما يؤدى الى زيادة أهمية و قيمة المواد، كان الحصول على هذه المواد بالطرق الصديقة للبيئة والبسيطة أكثر أهمية وتأثيرا فى كافة التطبيقات الصناعية. وكما تنفث الأفعى سمها المحتوى على البروتيتات كمكون رئيسى فان الوقود الحيوى ينفث هو الآخر ببروتيناته التى تعمل كمادة استقرار للمادة الناتجة وفى الوقت ذاته كمادة اخترل، علاوة على انطلاق ما يحتويه هذا الوقود من طاقة كامنة تعمل على تحريك عملية احتراق المواد عند درجات حرارة منخفضة وتكوين مواد نانوية ما كان لها أن تتكون فى غياب مادة الاحتراق التى تبدو كأفعى احتراق تنفث لهيب نيرانها لتحميص المواد الناتجة فى لحظات معدودة قد لا تتعدى عدد أصابع اليدين. فأفعى الاحتراق الذاتى هى طريقة مبتكرة للحصول على مواد نانومترية ذات تطبيقات متعددة، و من الممكن  اعتبارها أفعى أليفة غير ضارة، حتى و ان كان هناك بعض من الضرر قد ينتج عنها فلن يكن هذا الضرر بالغ الأثر بل سيكون نفعها أكثر بكثير من ضررها. وفى هذا الصدد لابد من التعامل التقنى الحذر عند التعامل مع أفعى الاحتراق الذاتى، لأن الاقتراب منها لابد أن يكون بعيد كل البعيد عن أيدى الهواة أو متسلقى أشجار العلم لأنها و بكل صدق هذه الأفعى لا يمكن ترويضها والتحكم فيها الا بواسطة محترفى العلم المتخصصين فى علم المواد. 

 



[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى