أهمية الانضباط والالتزام لحياة ناجحة

[ad_1]

يقول الكاتب زياد ريِّس صاحب كتاب “تجربتي لحياة أفضل”: إنَّه وبحسب ما اطَّلعتُ ودرستُ وبحثت، فتُوجَد عدَّة عوامل كثيرة مطلوبة لكي تكون ناجحاً في الحياة؛ منها ما يعود إلى القِيَم التي يجب أن تَحملها، ومنها ما يرجع إلى عادات ومهارات وصفات يجب التحلِّي بها، وهي أسباب جعَلها الله عند الأشخاص الذين كتَبَ لهم التَّوفيق والنجاح.

 أودُّ هنا أن أتحدَّث عن اثنين من هذه العوامل الهامَّة؛ ألا وهما “الانضباط والالتزام”.

لقد وجدتُ أنَّ هذين العاملين أساسٌ هامٌّ في تحقيق النَّجاح؛ ففي أداء أركان الدِّين يتجلَّى الانضباط والالتزام؛ فقد شرع الله الصَّلاة بمواقيت مُحدَّدة في اليوم والليلة، والصيام والإفطار في أوقات مُحدَّدة، والزكاة لها مصارف ومقادير ومواعيد مُعيَّنة، وكذلك للحج مواقيت وأركان وسنن مُحدَّدة؛ فكل هذه العبادات تتمُّ من خلال تصرُّفات وتطبيقات في أزمنة مُحدَّدة لا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها.

نخلص من هذا إلى أنَّ “الانضباط” جزء لا يتجزَّأ من الحياة اليوميَّة، ومن الطبيعي أن تكون للإنسان أهداف ومشاريع في حياته سواءَ على مستوى عمله المهني أم تحصيله الدِّراسي أم وضعه الاجتماعي أم بشتَّى مجالات الحياة التي يمارسها، لكنْ مهما كان الهدف أو الحُلم نبيلاً وسامياً، فلا يمكن تحقيقه والتَّميُّز به بنجاح ما لم يكُنْ لديه القدر الكافي من “الانضباط”.

وكذلك أيَّة مُؤسَّسة تجارية أو جمعيَّة في العمل العام لا يمكن أن تكون ناجحة ما لم يُعطِ أعضاؤها قدسيَّة للهدف والرسالة التي تحملها هذه الشركة أو الجمعية، وما لم يتَّصِف أعضاء إدارتها بالحدِّ الأدنى من صفة “الانضباط والالتزام”، ويحضرني هنا الالتزام الذي قام به مجلس إدارة شركة “ميرك” للأدوية في عام 1987 عندما عُرِضَ عليهم مرض “العمى النهري” المنتشر في مناطق لبعض الدول الإفريقية، وكانت الدارسة تقول بأنَّ إنتاج الدواء غير مجدٍ اقتصاديا؛ وذلك لأنَّه لا تُوجَدُ قوة شرائية في المنطقة وسوف يكون غير مجدٍ إنتاجه، ومع ذلك كان القرار من مجلس الإدارة هو الاستمرار في إكمال البحث العلمي لاستكشاف الدواء وإنتاجه وتزويد البلدان التي يستوطن فيها المرض مجاناً، وكان هذا القرار بسبب الالتزام برسالة الشركة التي وُضِعَت منذ تأسيسها وهي: “خدمة الإنسانية”، ولكي لا يؤثِّر عدم الالتزام بالرسالة في الباحثين والعاملين في الشركة.

شاهد بالفيديو: طرق تنمية الانضباط الذاتي

 

ولكي تكون أكثر انضباطاً عليك الالتزام بالأمور التالية:

١- الانخراط عاطفياً في الحلم أو الهدف الذي وَضعتَه لنفسك:

عليك أن تعيش وتستذكر ذلك يومياً، وتُبقِيَ الحماسة موجودة دوماً في داخلك؛ حيث “الانضباط” دون الحماسة سوف يتوقف مع الأيام، ويُوجَدُ رابط كبير بين الاستمرار في الانضباط والحماسة، مع الاستحضار المستمر للهدف والمكان الذي تسعى إلى الوصول إليه.

٢- التَّعامُل مع المعوقات والانشغالات اليومية:

تُوجَدُ التزامات ومعوقات يوميَّة كثيرة سوف تظهر أمامك، لكنْ عليك الإصرار على القيام بالالتزامات التي وَضَعتها لنفسك مسبقاً وإعطاء الأولويَّة لها. لا تعطِ لنفسك أي عذر في التَّأخير أو التأجيل لاجتماع يخصُّ الهدف المرسوم، واهتمَّ بالموعد المُحدَّد ما لم يحدُث عذر قهري.

٣- رزنامة الوقت:

من الأهميَّة القصوى تحديد المُنجَزات المطلوبة خلال وقت مُحدَّد ومراقبة ذلك، والالتزام بتخصيص الوقت للغرض والهدف المرجو دون الانخراط في أمور ومعوقات أخرى؛ حيث إنَّ أكبر معوق للانضباط هو أن تعيش بعشوائية ودون رزنامة وقت مُحدَّد للأعمال المطلوب إنجازها، وكل قرار يتم اتِّخاذه دون أن يكون مُحدَّداً بزمن هو قرار قابل للفشل في التحقيق.

٤- وضع مكافأة اجتماعية لنفسك:

بالتأكيد ليس سهلاً أن تكون منضبطاً باستمرار ما لم يكُنْ هناك شيء ملموس تحصل عليه وترى نتيجته؛ ولذلك اعمل على تقسيم النتائج؛ حيث تكون هناك إنجازات جزئيَّة خلال الطريق إلى الحلم والهدف الكبير؛ “مثال عن ذلك إذا قرَّرتَ تخفيض 10 كيلو جرامات من الوزن خلال ستة أشهر، فلا بأس أن تضع هدفاً لكل شهر أو لكل شهرين، وراقِبْ تحقيقه، وكُن سعيداً بالوصول إليه مع نهاية كل شهر وشارِك هذه السَّعادة للقريبين منك، وكذلك لو كنت تُؤلِّف كتاباً، فلا بأس أن تحتفي بانتهاء كل فصل فيه، وهكذا.

تُوجَدُ أهميَّة كبيرة للحفاظ على استمرار الانضباط من خلال التحفيز إن كان داخلياً ومع نفسك، أو من خلال مشاركة الآخرين لك وتحفيزهم ومشاركتهم فرحتك بالإنجاز.

أخيراً اعلَمْ جيداً أنَّه من أهم الأمور التي تنطوي تحت بند “الانضباط والالتزام” هي أن تُخطِّط مسبقاً لما تريد، وتكتبه بوضوح، وتُلزِمَ نفسك بالاستيقاظ باكراً لتنفيذ ما كتبته.

والله المُوفِّق.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى