أهم شيء تعلَّمته عن الإدارة: تعامل مع الجميع على أنَّك شخص عادي

[ad_1]

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن مايك كابل (Mike Kapple)، ويُحدِّثنا فيه عن الطريقة المناسبة للإدارة في رأيه الشخصي.

إذاً: كيف أصبحت مديراً جيداً في الثلاثين سنة الماضية؟ وكيف لدي معدل احتفاظ جيد بالموظفين في شركتي 7.1 سنة، ومعدل الاحتفاظ بالمديرين هو 18 عاماً؟

الجواب سهل: لأنَّه لا يهمني الأسلوب المناسب، والمعتاد للإدارة.

بدلاً من ذلك، أفكر كيف يعاملني الموظفون وأعاملهم؟ فأنا في النهاية لا أريد أن أكون خبيراً في الإدارة؛ وإنَّما رجلٌ واضحٌ وصادق ويمكن التعامل معه والتحدث إليه بوصفه أيَّ شخصٍ عادي، وقد وجدت في الثلاثين سنة الناجحة في عالم الأعمال أنَّ أهم تقنية إدارية لمكافحة دوران العمالة هي أن أكون على طبيعتي، وأستمع للموظفين.

تقاسم العمل تعني تقاسم المسؤولية:

يظن المديرون في بعض الأحيان أنَّ عليهم إيجاد طرائق مبتكرة كي يُشعِروا موظفيهم أنَّهم هامون للشركة بقدر أهمية المديرين؛ لذا يلجؤون للترقيات، والحوافز والمكافآت وتقديم العلاوات.

لكنَّ الشيء المفقود هو التفاعل المباشر مع الموظفين؛ فعليك العمل معهم، ومشاركتهم بأعمالهم كي يعرفوا أنَّهم مشاركون أساسيون في الشركة، وليسوا أشخاصاً يقومون بفعل ما يطلب منهم فقط.

إليك كيف أتصرف في العمل:

1. أعملُ إلى جانب الموظفين يومياً:

إذ إنَّني لا أدعوهم بـ “الموظفين”؛ لأنَّهم ليسوا كذلك؛ إنَّهم “زملائي”؛ فعندما أكون خارج العمل، ويسألني أحدٌ ما عن الموظفين دائماً ما أستخدم كلمة “زملاء العمل”؛ فهذه هي عقليتي؛ نحن نتشارك العمل.

2. لأنَّني زميل عمل؛ فإنَّني أعمل بجد مثل بقية الأشخاص من حولي:

فأنا أخفق مثلهم، ونتبادل المزاح مع بعضنا، ونصنع كثيراً من الذكريات معاً، وهذا أمر قيِّم جداً.

3. كلُّ واحدٍ منا يقوم ببناء شيء ويعمل عليه يومياً ويقوم بأداء دوره:

كلُّنا تقع على عاتقنا مسؤولية معينة، وأنا أُقدِّر الوقت الذي يقضونه في العمل، وهم يعرفون هذا؛ إذ إنَّني أقضي معظم وقتي معهم لذلك أنا أَعدُّهم مثل العائلة بالنسبة إلي؛ ولهذا أنا أتعامل معهم على هذا الأساس؛ فنحن نضحك، ونحزن معاً، ونتشاجر أيضاً.

4. أنا أساندهم إن كانوا بحاجة إلى شيء ما:

فإذا احتاجوا إلى الخروج من العمل لسبب ما، سآذن لهم في الحال، وقد أخبرت المديرين، والقادة الآخرين في الشركة أن يخبرونني إن علموا أنَّ أحد الموظفين يواجه وقتاً عصيباً، وإذا كان هناك أيُّ شيءٍ يمكنني تقديمه للمساعدة، فسأفعل ذلك، والموظفون يعلمون هذا.

5. إنَّني أعمل ساعاتٍ أكثر منهم لكن هذا ما يجب أن أقوم به:

بالطبع، فأنا المالك، وهذه هي مسؤوليتي، ويجب عليَّ العمل بجد؛ إذ إنَّ زملائي يرون هذا ويقدرونه.

6. بعد انتهاء الدوام وذهاب زملائي إلى منازلهم دائماً ما أشكرهم:

لأنَّني زميلهم في العمل؛ فإنَّ كلماتي هذه نابعة من القلب.

التقدير الحقيقي يخلق مساهمة ذاتية من الموظفين ويؤكِّد مصداقية أرباب العمل:

إنَّ هذه ليست بحيلة تجارية لتعزيز شعور زائف من التقدير كي أحصل على إنتاجية أفضل؛ فأنا أهتم بشأن زملائي في العمل، وأنا ممتن لوجودهم بالفعل؛ وأعتقد أنَّهم يلاحظون هذا؛ لذلك هم يعملون بجد كلَّ يوم، وهكذا نتابع مسيرتنا في الشركة، وإذا كنتَ تظنُّ أنَّ هذه مجرد عواطف لا معنىً لها لجعل موظفيك يشعرون بالإيجابية تجاه العمل لتكون وسيلة لتخفيض معدل دوران الموظفين؛ فأنا أؤكد لك أنَّها ليست كذلك.

في حين أنَّ الثقافة التنظيمية للشركة يتحكم بها القادة؛ فهي تبدأ من القمة نزولاً نحو الأسفل، فيريد الناس أن يشعروا بأنَّهم مُقدَّرون ومُهمُّون؛ إذ إنَّ بعضهم يشعر بذلك بالمكافآت المادية العادلة والمنصفة، وآخرون بالإشادة بعملهم وتقديرهم.

فإنَّ فلسفتي سهلة: قم بالأمرين معاً.

فأنا أحاول جاهداً التأكُّد من أنَّني أدفع جيداً لزملائي في العمل عندما يكون الوضع الاقتصادي للشركة سيئاً، فهم يحصلون على علاوات، وحتى عندما نخسر أهم زبائننا، وهكذا نقوم بتقييم الأداء، وصرف العلاوات مرتين في السنة؛ فأنا أشعر أنَّهم يعملون بجد، وهذه هي طريقتي في إظهار تقديري.

قد يظنُّ بعضهم أنَّ جوَّ الرعاية الذي أُنشئه هو مكافأة بحدِّ ذاتها، وأنَّها جزء من حزمة تعويضات غير مادية تعني أنَّ الرواتب والمكافآت التي أقدمها قليلة؛ أنا لا أنظر إلى الموضوع بهذه الطريقة، وأُنشئ جواً مريحاً في العمل؛ لأنَّه هو الجوُّ الذي أُفضِّل أن أعمل به، ولأنَّني أعمل به أيضاً أحرص دائماً على أن يكون جيداً.

في حين أنَّ المكافآت والزيادات على الراتب هي طريقتي في تقدير العمل الشاق، والتحفيز على الاستمرار به، فإنَّ زملائي في العمل يتطلعون إليَّ كي أجعل العمل هادفاً وقيِّماً، وعندما أستطيع القيام بذلك، هذا ما أفعله.

شاهد: 15 نصيحة في الإدارة و القيادة الحكيمة

 

حفلة في أوقات الدوام الرسمي:

إنَّنا نقيم حفلة سنوية خاصة بنا، ونزهات فصل الصيف الترفيهية، وغيرها كثير من اللقاءات؛ إذ ننظمها في ساعات العمل؛ وبهذه الطريقة يشارك الجميع، ولا يضطرون إلى العودة في المساء أو في عطلة نهاية الأسبوع، وبالطبع نقدِّم هدايا موسم الأعياد وجوائز للموظفين.

لكن ماذا لو استطعت الشعور أنَّك في حفلة كلَّ يوم؟ يبدو هذا سخيفاً أليس كذلك؟ حسناً يجب ألَّا يكون العمل حفلة؛ ولكنَّه يجب ألَّا يكون شاقاً دائماً أيضاً؛ إذ إنَّ المكان الذي تعمل به يؤدِّي دوراً كبيراً في هذا، وقد تسأل كيف ذلك؟

لقد كان مكتبي الأول عبارة عن قبو مصنع؛ إذ لم يكن مكاناً ممتعاً للعمل به، ومكتبي الثاني كان في مبنىً تاريخي عمره حوالي 100 عام، فلم يكن لدي نوافذ يمكن فتحها، ولا هواء نقي، إضافة إلى بعض الروائح الكريهة القادمة من الطابق العلوي.

ضع كلامي هذا في الحسبان، فقد تتحدث عن مستقبل شركتك، وكم يعني موظفيك بالنسبة إليك، لكن إن كنت تعمل في مكانٍ متعفن، ومظلمٍ، وذي رائحة كريهة، فإنَّهم سيتركون العمل.

لأنَّ زملائي في العمل هم مثل عائلتي؛ أردت لهم أن يكونوا سعداء، وبصحة جيدة، فمن أجل تحقيق هذا، علمت أنَّ عليَّ تأمين ظروف ملائمة لهم، وعلى الرَّغم من عدم حاجتنا إلى موقعٍ متميز؛ لأنَّنا ليس لدينا زبائن يأتون إلى مكان العمل، قمت بنقل مكاتبنا إلى موقع جديد في أكثر المناطق المميزة في البلدة.

قد يكون مكان العمل الجيد استثماراً مالياً جيداً:

إنَّ مكاتبنا الجديدة مضيئة ومبهجة وتدخل لها أشعة الشمس دائماً، ولدينا هواء نقياً، وبالطبع لا يمكنك الانتقال إلى مكاتب جديدة من دون شراء أثاثٍ جديد؛ لذا يملك الجميع كراسٍ ومكاتب جديدة للعمل وغيرها كثير.

لقد كان هذا مكلفاً جداً طبعاً، ولكنَّه كان استثماراً جيداً؛ فعندما تدير عملاً من موقع سيئ لا يمكنك العمل بالسوية نفسها التي قد تعمل بها في موقع جيد؛ إذ يشعر الموظفون بالفخر للعمل هناك؛ فإنَّ الشعور بالفخر تجاه المكان الذي تعمل به يجعلك متحمساً للقدوم إلى العمل.

مجدداً لا صلة لهذا الأمر بمسألة الحوافز؛ يمكنك أن تدفع أجوراً أعلى من بقية الشركات، لكن ما يركِّز عليه الموظفون في عملهم هو إن كانوا تعيسين أو لا، وبتحسين شروط العمل ستقوم بتحسين نوعية الموظفين الذين سيعملون لديك، وستقلِّل من معدل دوران الموظفين، وسترفع معدل الاحتفاظ بهم، والدليل القاطع على نجاحنا في التوظيف أنَّنا نقوم بتوظيف ما نسبته 1,7% فقط من المتقدمين إلى العمل لدينا.

فوائد الإدارة بوصفي شخصاً عادياً:

عندما تُظهر التقدير يجب أن تكون صادقاً؛ فهذه عقليتك، وهذه أفعالك.

هل يعرف موظفوك أنَّك صادق؟ هل أنت مستعد للقيام بأفعالٍ تُثبِت كلامك؟ هل أنت تُقدِّر موظفيك بصدق، وتعدُّهم زملاء عمل لك بدلاً من موظفين فقط؟

إذ إنَّ أرباب العمل الذين يفعلون هذا لن يندموا أبداً، وأنا أعلم ذلك لأنَّني أكثر سعادة أيضاً؛ فأنا أساعد زملائي وأصدقائي على الحصول على حياةٍ أفضل.

المصدر

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى