التسويق بواسطة الأزمات

@woahmed1
في التسويق، كما في الإعلام والصحافة، حضور الذهن ومواكبة قضايا الرأي العام الراهنة قد تصنع التفوق، وتضاعف الانتشار والأثر، حتى مع كون قضية الاهتمام أزمة سياسية أو حربًا دموية.
أحد الأمثلة على هذه المعلومة هو تفاعل إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس المالك لشركة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستار لينك Starlink مع الحرب الروسية الأوكرانية ومع المظاهرات الشعبية المتزايدة في إيران ضد وحشية النظام على خلفية الشابة الإيرانية، مهسا أميني، التي توفيت بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
في يوم الجمعة الماضي، قال إنه سينشط خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لستار لينك، ردًّا على تغريدة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين بأن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات «لتعزيز حرية الإنترنت والتدفق الحر للمعلومات» للإيرانيين، كما أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية في ذات اليوم توجيهات لتوسيع خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين، على الرغم من العقوبات الأمريكية على البلاد. وقبلها وتحديدًا في فبراير الماضي، حيث استعرت الحرب في أوكرانيا، تحدث ماسك عن دور فاعل لخدمة الإنترنت الفضائي في التأثير على مسار الحرب، مع استمرار استهداف البنية التحتية للاتصالات الأوكرانية.
ومع أن الاستخدامات التجارية لخدمة ستارلينك، التي تتطلب إرسال معدات إلى إيران، قد لا تكون متاحة من الناحية العملية لغالبية المحتجين في إيران الذين يفترض أنهم الفئة المستهدفة من تعهّد الون ماسك بتوفير الإنترنت بشكل مستقل عن حكومة طهران، إلا أن البليونير الأمريكي وجد في الأزمة الإيرانية، كما في الحرب الأوكرانية، فرصة لتسويق خدمات الشركة الحديثة التي تأسست في العام 2019، حتى بات اسمها عنوان حديث كثير من نشرات الأخبار العالمية التي يتابعها الملايين.
صحيح أن الرخاء والسلام والازدهار هي التوقيت المناسب لبيع الخدمات التجارية إلا أن الذكاء في استثمار الظروف السياسية المضطربة قد يكون فرصة ملائمة لتسويق منتج أو لزيادة الوعي بعلامة تجارية حديثة.


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى