التعامل الناضج مع النقد

[ad_1]

التعرض للنقد يثير حفيظة الغالبية العظمى من البشر، ليس من السهل أن تجد شخصا يستقبل النقد بصدر رحب خصوصا إذا كان على مرأى ومسمع الآخرين.
يتفاوت شعور الألم المصاحب للتعرض للانتقاد بحسب العلاقة التي تربطنا بالشخص الناقد، فقد لا نتأثر كثيرا بالنقد الذي يوجه لنا من أشخاص نعلم أن لهم دوافع خفية أو نعلم أنهم لا يحملون لنا الود، لكن أكثر النقد إيلاما وقسوة هو ما يواجهنا به من نرتبط معهم بعلاقة حميمة كالأزواج والوالدين والصديق المقرب.
كذلك يعتبر من أقسى أشكال النقد هو ما يوجه إلينا من شخص يحتل موقع سلطة أو قوة في حياتنا كالرؤساء في العمل أو الأساتذة والمشرفين في حقول الدراسة والتدريب.
استجابتنا للنقد تتفاوت من شخص لآخر، لكن بما أنه يسبب لنا الألم فمن المرجح أن نتعامل معه نفسيا كما نتعامل مع كل الخبرات المؤلمة في الحياة، إما بطريقة عدوانية وهجومية بالانفجار والغضب الشديد، أو السخرية والتهكم من الشخص الناقد، وهذه الطريقة غير فعالة إنما هي حيلة نفسية تغطى بها المشاعر الحقيقية التي تضيع في الدفاع والصراعات والانشغال بالانتقام، مما يرجح دخولنا إلى دائرة الانتقام التي تحفز في الطرف الآخر نفس الرغبة وتدفعه للتنبه إلى مزيد من الجوانب السلبية فينا وتوجيه المزيد من الانتقادات.
من المحتمل أيضا أن نواجه النقد بطريقة سلبية، فنلتزم الصمت ونقمع المشاعر، وهذه الطريقة أيضا تتسبب في اضطراب الحالة المزاجية وتعرض الشخص للاضطراب النفسي والجسمي بالتوتر والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي وتهدد التكامل النفسي للأفراد.
دراسات علم النفس الاجتماعي وجدت أن مصدر الألم الذي يعقب التعرض للنقد هو تفسيرنا للنقد على أنه رفض أو إهانة أو عدوان من الناقد.
ومن هنا تبرز الحاجة إلى معالجة النقد البناء مهما كان ألمه ومرارته بطريقة إيجابية، فننظر إليه كوسيلة للوعي بالأخطاء وعدم تكرارها مستقبلا، فيكون فرصة للنمو والتغير الإيجابي وتجويد الشخصية.
وفي حال كان النقد سلبيا وغير بناء فهو أيضا مفيد، حيث إنه فرصة لكشف نوايا الآخرين تجاهنا، وما نمارسه من أخطاء في التفاعل مع المحيط، واجتثاث بعض الأعشاب الضارة في العلاقات،خاصة من كنا نحمل لهم الحب والمودة.
عندما تتعرض للنقد حاول أن تمارس الإصغاء مع تقليل الدفاعات الغاضبة حتى لا تتورط في المزيد من الاستجابات الانفعالية، بعدها فكر في ما سمعته جيدا واطلب من الناقد أن يوضح لك جوانب سلوكك التي تبرر ما وجهه إليك من انتقاد، ثم امنح نفسك وقتا حتى تصل لدرجة من التنظيم الذهني لتكون ردودك موضوعية وتستند على الفهم العميق لدوافع الناقد، ومبررات النقد ونتائجه وسياقه العام.
@wallaabdallagas

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى