التغاضي: القبول الجذري

[ad_1]

كيف نحدُّ من معاناتنا ونعزز مشاعرنا الإيجابية؟ تعتقد مارشا لينهان أنَّنا نستطيع ذلك من خلال القبول الجذري، وهي طريقة طورتها بنفسها؛ فالقبول الجذري هو القدرة على رؤية الموقف الصعب الذي نمر به والعواطف التي نشعر بها في اللحظة الحالية، وقبول تلك المشاعر بدلاً من إنكارها، فإنَّ القيام بذلك يسمح لنا بإجراء تحولاتٍ إيجابية في كيفية شعورنا وإدراكنا للعالم.

الهدف من القبول الجذري هو مواجهة المشاعر والتجارب المؤلمة وجهاً لوجه، وقبولها بالكامل دون حكم؛ إذ يتيح لنا القيام بذلك التعامل مع المواقف الصعبة بسهولةٍ أكبر، والقبول الجذري هو القبول الكامل لموقف أو تجربة؛ ولكنَّه ليس مجرد وسيلة لقبول حدثٍ مؤلم أو تجربة سلبية أو الاستسلام في وجه المصاعب، والقبول الجذري هو الاعتراف بأنَّنا لا نستطيع تغيير موقفٍ أو تجربة صعبة أو مؤلمة دون القبول الكامل بأنَّ هذا الحدث قد حدث في المقام الأول.

غالباً ما نتبنى في ثقافتنا، عقلية تجنب الألم أو تجاوزه بسرعة من أجل المُضي قُدماً في حياتنا؛ فلا يريد أحدٌ أن يتألم؛ لذا قد يكون ذلك منطقياً في بعض الأحيان، لكن من وجهة نظر القبول الجذري، فإنَّ عدم قبول الألم لن يؤدي إلا إلى مزيدٍ من المعاناة.

نفهم من القبول الجذري أنَّ الحياة تنطوي على أحداث صعبة ومؤلمة، وعندما نتجنب الألم في كثير من الأحيان وخاصة لفترات طويلة من الزمن، فمن السهل أن نشعر بالذنب والغضب والاستياء والعار والمرارة؛ لأنَّ التجنب لن يحلَّ المشكلة، ويفرض علينا القبول الجذري أن نقبل الواقع كما هو؛ لأنَّه ما يزال يستحق العيش وإن كانت التجارب المؤلمة جزءاً من الحياة.

شاهد: 7 طرق سحريّة لتبسيط الحياة

 

إذاً متى ينبغي أن تستخدم القبول الجذري؟

إنَّ قول كلمة “ينبغي” يشير غالباً إلى محاولة محاربة التجارب المؤلمة؛ فغالباً ما تكون هذه العبارات انتقادية؛ وذلك لأنَّ بعض العبارات مثل: “لا ينبغي أن يحدث هذا”، أو “ليس عليَّ أن أتعامل مع هذا الأمر”؛ تعني أنَّك ترى أنَّ الأمور لا ينبغي أن تحدث بالطريقة التي هي عليها؛ لكنَّ عدم قدرتك على قبول الموقف العصيب يُبقي مشاعر التعاسة والذنب والغضب وغيرها من المشاعر المؤلمة مسيطرةً عليك، ممَّا يؤثِّر في صحتك وعافيتك، ويتيح استخدام القبول الجذري للفرد الانسجام مع مشاعره وتقبُّل الأحداث المؤلمة جنباً إلى جنب مع الأحداث الإيجابية.

قد يكون من الصعب التفكير في قبول الأحداث المؤلمة في الحياة، وإحدى طرائق البدء في اتباع القبول الجذري هي من خلال ممارسته في المواقف اليومية المُحبطة، مثلاً عندما تعلق في الازدحام المروري، والذي غالباً ما يجعلنا نشعر بالقلق والغضب والتوتر والانزعاج؛ لذا مارس القبول الجذري من خلال قبول هذه الأحداث بدلاً من محاولة تجنبها.

في الختام:

توجد طريقة أخرى لممارسة القبول الجذري وهي من خلال استخدام عبارات تكيفية، مثل: “لا أستطيع تغيير ما حدث”، أو “لا يمكنني أن أقارع الماضي إلى الأبد”؛ كرِّر هذه العبارات الواقعية مراراً وتكراراً، وعندما تتخطى المشاعر السلبية، سوف تمضي قدماً مفعماً بالمشاعر الإيجابية.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى