الحمل العنقودي : أسباب و أعراض وعلاج الحمل العنقودي

الحمل العنقودي 

 

عند البحث عن أنواع الحمل قد يصادفك تعبير الحمل العنقودي، ورغم أن الأمومة عاطفة غير إرادية لدى جميع الكائنات، وفرحة الأم بخبر الحمل فرحة لا توصف، قد تتبدل هذه الفرحة بحزن وألم بسبب أن الحمل غير طبيعي، حيث أن هناك أشكال غير طبيعية للحمل مثل: الحمل خارج الرحم، أو الحمل العنقودي، فهذه الصور قد تصاب بها بعض النساء، ولتفادي حدوث تلك المشكلة يتسنى لنا معرفة ماهية الحمل العنقودي، وما هي أسبابه وطرق الوقاية والعلاج من هذا الشكل من أشكال الحمل، كل هذا سوف نتحدث عنه في محتوى هذا المقال.

 

تعريف الحمل العنقودي 

يظهر الحمل العنقودي داخل الرحم على شكل ورم حميد، ويحدث هذا الورم عند تغير شكل المشيمة إلى مجموعة حويصلات، وتصبح أنسجة هذه المشيمة غير سليمة، وبالتالي الجنين المتصل بها جنين غير سليم، وفي بعض الأحيان يوجد بالمشيمة بعض الأنسجة السليمة، ولكن يوجد بالجنين أنسجة غير سليمة، وهذه الحالة تسمى الحمل العنقودي الجزئي.

 

عند حدوث هذا الحمل يجب معالجته في أسرع وقت، والحرص على متابعته بشكل جيد حتى يمكننا تجنب حدوث هذه الحالة مرة أخرى في مرات الحمل القادمة، وتفادي المضاعفات الجانبية الخاصة به، كما يمكن أن يسبب هذا الحمل نوعًا نادرًا من السرطانات للأم الحامل.

أعراض الحمل العنقودي

في بداية الحمل يظهر الحمل العنقودي بشكل عادي مثل ظهور الحمل السليم تمامًا، ولكن بعد ذلك يتغير ويبدأ ظهور بعض الأعراض على السيدة الحامل، يجب عليها الانتباه جيدًا عند ملاحظة تلك الأعراض:

 

  • الإحساس بالتقيؤ والغثيان الشديد.
  • حدوث نزيف من المهبل لونه بني غامق حتى يصل إلى الأحمر الفاتح في الثلاث شهور الأولى من الحمل.
  • الشعور بالألم والاحتقان الشديد في منطقة الحوض.
  • قد يخرج من المهبل كيسة مع النزيف تأخذ شكل العنب.

كل هذه الأعراض تلاحظها المرأة الحامل بسهولة في منزلها ولكن هناك أعراض أخرى يلاحظها الطبيب أثناء الفحص مثل:

 

  1. زيادة حجم الرحم عن الطبيعي بشكل ملحوظ قد يصل إلى تضخم في الرحم.
  2. ظهور كيسات ( حويصلات ) داخل المبيض.
  3. ارتفاع شديد في ضغط الدم.
  4. زيادة نشاط الغدة الدرقية.
  5. إصابة الأم بالأنيميا ( فقر الدم ).
  6. الإصابة بمقدمة الارتعاج.

أسباب حدوث الحمل العنقودي

قبل أن نتحدث عن أسباب حدوث الحمل العنقودي، يجب علينا أولًا معرفة طريقة حدوث الحمل السليم؛ ليسهل علينا فهم الطفرة التي حدثت للبويضة وكانت سبب في حدوث هذا الحمل الغريب.

 

طريقة حدوث الحمل السليم:

في هذه الحالة يقوم الحيوان المنوي الذي يأتي من الأب ويوجد به 23 كروموسوم  بتلقيح البويضة الموجودة في قناة فالوب داخل الجهاز التناسلي للأم

ويوجد بها أيضًا 23 كروموسوم، وعند إتمام عملية التلقيح يصبح داخل البويضة الملقحة 46 كروموسوم، وهذا هو الشيء الطبيعي الذي يجب حدوثه.

 

طريقة حدوث الحمل العنقودي الكلي:

في تلك الحالة يكون الموضوع مختلف، حيث يقوم الحيوان المنوي الذي يوجد به 23 كروموسوم كالعادة بالذهاب إلى البويضة لتلقيحها

لكن البويضة في هذا الوقت تكون فارغة ولا تحتوي على أي كروموسومات، وبعد عملية التلقيح تتضاعف كروموسومات الأب فقط، ويكون مصدر الكروموسومات هو الأب دون وجود أي كروموسومات من الأم، فيحدث الحمل العنقودي الكلي.

 

طريقة حدوث الحمل العنقودي الجزئي:

 في بعض الأحيان تكون البويضة الملحقة بها العدد المناسب من الكروموسومات، ومع ذلك يحدث حمل عنقودي

ويكون السبب في هذه الحالة تضاعف كروموسومات الحيوان المنوي، أو تلقيح بويضة بحيوانين منويين في نفس الوقت، فيصبح داخل البويضة الملقحة 69 كروموسوم، وتسمى هذه الحالة بالحمل العنقودي الجزئي.

العوامل التي تؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي

هناك بعض العوامل التي قد تكون السبب في حدوث هذا النوع من الحمل لدى بعض النساء، من أهمها:

  • عامل السن: يلعب عامل السن دورًا هامًا في حدوث الحمل العنقودي، حيث أنه أكثر شيوعًا عند السيدات التي بلغن عمر 35 عامًا وما فوق، وأيضًا يحدث بكثرة في الفتيات تحت سن 20 عامًا.
  • عامل العِرق: العرق أو العامل الوراثي يؤثر بشكل كبير في حدوث تلك الحالة، حيث وجد أنه يحدث بنسبة عالية للنساء التي يرجع أصلهن إلى منطقة جنوب شرق آسيا.
  • الإصابة السابقة: عند وجود إصابة سابقة بهذا الحمل يوجد احتمالية تتجاوز 10% لتكراره مرة أخرى.

 

مضاعفات الحمل العنقودي

عند إهمال هذا النوع من الحمل وعدم علاجه بطريقة صحيحة، قد تصاب الأم ببعض المضاعفات التي تستوجب التدخل الطبي العاجل مثل:

 

  1. وجود بعض الأنسجة من الحمل العنقودي داخل الرحم واستمرارها في النمو.
  2. اختراق طبقات الرحم من تلك الأنسجة، وبالتالي حدوث نزيف مهبلي.
  3. يجب علاج تلك الحالة بالعلاج الكيماوي بأسرع وقت، يحقق هذا العلاج نسب نجاح عالية، ولكن في بعض الأحيان قد يتطور الأمر إلى استئصال الرحم.
  4. قد تتطور تلك الأنسجة في أوقات نادرة وتكوِّن خلايا سرطانية، وقد تنتشر إلى بعض أعضاء الجسم.

تشخيص الحمل العنقودي

 تظهر التحاليل وارتفاع مستوى هرمون الحمل في البداية بشكل طبيعي

ولكن عند الاشتباه في حدوث حمل عنقودي، وإجراء تحاليل فرط الغدة الدرقية ونسبة الأنيميا

يمكن للطبيب تشخيص الحمل العنقودي بواسطة الأشعة التليفزيونية والتي يفضل إجراؤها عن طريق المهبل بكل سهولة

وملاحظة ظهور بعض الأشياء مثل:

  • انعدام السائل السلوي، وعدم ظهور جنين بالرحم.
  • وجود كيسات ( حويصلات ) على المبيض وداخل تجويف الرحم، وملاحظة سمك شديد بالمشيمة.

علاج الحمل العنقودي 

يجب أن نعلم في بداية الأمر أنه من المستحيل أن يصبح الحمل العنقودي حمل سليم

ولهذا يجب علينا التخلص منه وإزالة جميع أنسجته في أسرع وقت ممكن

عن طريق عملية جراحية تتم تحت إشراف طبي كامل، وتحت تأثير المخدر سواء كان تخدير كلي أو نصفي، وقد تستغرق هذه العملية من 15 إلى 30 دقيقة

وتكون عن طريق المهبل إذا كان الأمر سهلًا، أما إذا كانت حجم الأنسجة كبير ويوجد بالأمر خطورة فقد يستدعى ذلك إلى استئصال الرحم.

 

بعد إجراء العملية يجب علينا إجراء التحاليل الطبية لمعرفة مستويات هرمون الحمل

ومتابعته في الدم حتى نتأكد من التخلص من جميع الأنسجة من الرحم

ويتم متابعة الحالة بعد الوصول إلى المستوى الطبيعي لفترة لا تقل عن ستة أشهر

وينصح الأطباء بعدم الحمل في تلك الفترة للتأكد من خلو الرحم من آثار الحمل السابق.

 

طرق الوقاية من الحمل العنقودي 

يجب على السيدة التي سبق لها الحمل بهذه الطريقة أخذ الاحتياطات الوقائية

والمتابعة المستمرة لتفادي حدوث ذلك مرة أخرى، لأنها أكثر عرضة عن النساء الأخريات بحوالي 10 أضعاف

ويجب عليها أيضًا تذكر أن عملية الإجهاض ليست آمنة بشكل كلي على صحتها الجسدية والنفسية

لذلك عليها الانتظار لفترة كافية بعد هذه العملية، واستعادة قدرتها الصحية

والتخلص من الآثار النفسية السيئة التي أصابتها، كما يمكنها الاشتراك في بعض المجموعات التي تدعم تلك الحالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي

والاستفادة من تجارب الأخريات للحصول على الدعم النفسي، والبحث عن النصائح التي تقدمها القائمات على تلك المجموعات.

 

 

يمكننا القول في نهاية هذا المقال أن الحمل العنقودي ليس بالمرض الخطير

ويتم علاجه بسهولة إذا اكتشف مبكرًا، وكل هذا يرجع إلى ثقافة المرأة الحامل في ضرورة متابعة الطبيب بشكل دوري

وإجراء الفحوصات اللازمة في بداية الحمل، وأخذ الوقت الكافي بعد التعافي من آثار الحمل السابق لتجنب حدوث أي مشاكل في الحمل الجديد، وحدوث حمل سليم ينتج عنه طفل معافى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى