الشعر الأشقر

[ad_1]

أحد الأصدقاء حكى لي قصة قديمة، راقبها في سنوات عمله الأولى موظفا في إحدى الشركات، ومرت السنون وبقيت القصة عالقة في ذهن الرجل، حتى بعد أن ترك العمل في الشركة وربما بعد أن طوى الموت والنسيان الشخصيات التي لعبت أدوار البطولة في تلك القصة. يقول الرجل: كنت في سنوات عملي الأولى عندما عرفت أن الشركة أو فرع الشركة الذي كان يعمل فيه كان بحاجة إلى وظيفة سكرتير يقوم ببعض الأعمال الروتينية في الفرع، وهو متصل مباشرة بمكتب رئيس ذلك الفرع. يقول الرجل إن الإدارة المختصة أعلنت عبر صحيفة محلية عن حاجة الشركة لشغل تلك الوظيفة بموظف مناسب من حيث القدرات والمؤهلات، الجديد الذي لم ينتبه إليه من يروي القصة أن الموظف المطلوب لشغل تلك الوظيفة كان سيدة وليس رجلا. وهذه المعلومة جعلت اهتمامه بالموضوع يتضاعف بسبب أنه شعر بأن مدير الفرع كان مركزا على سير عملية اختيار السكرتيرة، لدرجة أنه أي رئيس الفرع كون لجنة من اثنين من الموظفين أحدهما رجل كبير في السن قارب حينها على التقاعد، والآخر شاب في مقتبل العمر وحديث عهد بالعمل في الشركة. وراح من روى القصة يتتبع الخطوات التي تمت بها عملية الاختيار فيذكر مثلا أن عدد من أرسلن ملفات بالخبرة والمهارات والمؤهلات بلغ ست متسابقات، وهو عدد ربما لم يتوقعه رئيس الفرع ولا اللجنة المكلفة بموضوع الاختيار، المفيد أن الرئيس اقترح أن يلتقي عضوا اللجنة بالمتقدمات واختيار الأفضل والأكثر كفاءة. يقول صاحبنا من روى القصة إن اللجنة عقدت لقاءاتها بالمتقدمات على مدى يومين. المهم خلصت اللجنة إلى عمل تقرير رفعته بحسب الإجراءات المرعية لمكتب رئيس الفرع الذي كان يستفسر بشكل دوري عن تطورات عملية الاختيار والفرز. يقول صاحبنا الراوي: تضمن التقرير جدولا بأسماء المتسابقات وتمت الإشارة بشكل واضح على المتسابقة التي حصلت على المركز الأول، وتم حصر باقي المراكز والأسماء التي حصلت على كل مركز. وجاء اليوم الذي ستعقد لجنة الاختيار اجتماعا مع سعادة رئيس الفرع، لكي يتم إبلاغ المترشحة رسميا بنتيجة القبول، ويحدد لها اليوم الذي ستبدأ فيه عملها. يقول: عرضنا الأسماء على الرئيس وكان يسأل عن كل اسم عن لون شعر المتسابقة، وكانت أغلب المترشحات من ذوات الشعر الأسود الفاحم، إلا المترشحة الثالثة أو الرابعة كان شهرها أشقر، وبمجرد أن عرف الرئيس بهذه المعلومة قرر منحها الوظيفة، وأنهى الاجتماع.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى