الضغوط النفسية تضخم القلب وتقود إلى الوفاة

حسب آخر الدراسات العلمية أن زيادة الضغوط النفسية والعاطفية تلعب دورا ملموسا في دفع مرضى القلب إلى حتفهم،

ولاحظ العلماء أن معدلات الوفيات بين مرضى القلب الذين يعانون في الوقت نفسه من ضغوط نفسية وعاطفية تزداد بثلاثة أضعاف عن أقرانهم من نفس المرضى ممن لا يعانون من ضغوط مشابهة.

ومن المعروف على نطاق واسع أن الحالة النفسية المتردية تلعب دورا واضحا في التأثير على الحالة الصحية للأبدان، ولها وقعها القوي عليها.

ومن شأن الضغط النفسي التسبب في تقليص الأوعية الدموية ورفع ضغط الدم وزيادة عدد ضربات القلب، وبالتالي ارتفاع حاجة القلب للأوكسجين.

ومن نتيجة هذا تعرض عضلة القلب إلى نقص في الدم المتدفق إليها، وهي حالة طبية تعرف باسم “احتباس عضلة القلب”.

تقنية الصبغات

واستخدم الباحثون في الولايات المتحدة أسلوبا لرصد وكشف الحالة من خلال استخدام نوع من الصبغات التي تصبغ بها كريات الدم الحمراء بهدف مراقبة ما قد يطرأ من حالات غير عادية خلال عملية ضخ الدم من القلب وإليه، والتي تعتبر دليلا واضحا على وجود حالة احتباس عضلة القلب.

وقد شملت الدارسة الأمريكية 196 مريضا كلهم خضعوا إلى عمليات لتضييق ما لا يقل عن شريان رئيسي واحد متصل بالقلب، أو أنهم أصيبوا في الماضي بذبحة صدرية واحدة على الأقل.

واخضع المرضى إلى اختبار لقياس مستويات الضغط النفسي والعاطفي، حيث طلب منهم الحديث عن موضوع معين له حساسية معنوية حدد لهم سابقا ولمدة خمس دقائق.

وقد تبين وجود تعقيدات وحالات غير عادة بعملية ضخ الدم في قلوب نحو عشرين في المئة منهم خلال فترة الاختبار القصيرة.

كما لوحظ أن من تعرضوا لهذه التعقيدات كانوا معرضين أيضا للموت بمعدل يقترب من ثلاثة أضعاف عن من لم يتعرضوا للتعقيدات من نفس نوع المرضى خلال الأعوام الخمسة اللاحقة.

عوامل أخرى

ويقول الدكتور ديفيد شيبس من مركز العلوم الصحية بجامعة فلوريدا إن نتائج البحث تضيف دليلا جديدا للبراهين الموجودة والتي تؤكد الصلة بين الضغط النفسي والعاطفي على صحة المصاب بأمراض متصلة بالأوعية الدموية.

ويقول متحدث باسم جمعية القلب البريطانية، في حديث مع بي بي سي اونلاين، إن النتائج الأخيرة تضيف إلى الدلائل المتزايدة التي تفيد بأن من يتعرض لضغوط العمل والاكتئاب، ومن هو سريع الغضب ومن يقلق بسهولة، يكون عرضة أكثر من غيره لأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويشير إلى أن هؤلاء الناس يجدون أنفسهم وهم ينجرون إلى الإدمان على عادات سيئة صحيا مثل التدخين والميل إلى تناول الطعام السيئ غير الصحي.

كما أفاد أستاذ الصحة النفسية البروفيسور أحمد الحريري، ، على أن تأثير الألم النفسي على القلب، وتسببه في الوفاة.

وقال «الحريري» ، إن القلب مرتبط لدى كثير من الناس بالفرح والحزن والتراث العربي مليء بالشواهد الدالة على ذلك، مشيرًا إلى أن بعض الأمراض النفسية قد تؤدي إلى الانتحار، وكذلك تؤدي بعض الآلام والضغوط النفسية قد تؤدي إلى الوفاة وفق ما يُعرف بـ«متلازمة القلب المنكسر».

واستكمل: إن هذه المتلازمة تؤدي إلى الوفاة بسبب الألم والضائقة النفسية التي تغير الكيمياء الحيوية للقلب؛ لأن الإنسانة عادة حينما يتعرض لموقف ضاغط أو مخيف يفرز هرمون الأدرينالين، والمعروف بـ«هرمون الهرب أو القتال»، وله فوائد طبية كثيرة، لكن ما يحدث في حالة الضغط النفسي يفرز هرمون آخر يسمى هرمون الإجهاد أو هرمونات الضغط النفسي، ويتم الإفراز بشكل مستمر من تلك الهررمونات؛ ما يؤدي إلى ضيق شرايين القلب بشكل تدريجي فيتضخم القلب ويتوقف عن العمل ويؤدي ذلك إلى الوفاة.

واستشهد أستاذ الصحة النفسية بقصيدة الشاعر اللبناني «إلياس أبوشبكة»، القائل فيها: «ما لي أَرى القَلبَ في عَينَيكِ يَلتَهِبُ.. ألَيسَ لِلنّارِ يا أُختَ الشَقا سَبَبُ/ بَعضُ القُلوبِ ثِمارٌ ما يَزالُ بِها.. عَرفُ الجنانِ وَلكِن بَعضُها حَطَبُ»، لافتا إلى أن الضغط النفسي يؤدي إلى الوفاة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى