القمة العربية ودور المملكة الفاعل عربيا وعالميا

[ad_1]

اختتمت مساء الجمعة الماضية قمة عربية تعد من أهم القمم، لكونها عُقدت في المملكة العربية السعودية، وهي الدولة التي تتمتع بعلاقات جيدة وفاعلة مع كل الدول العربية بل وكل الدول في العالم، كما تعيش أوضاعا سياسية واقتصادية جعلتها في مصاف الأمم التي يتطلع إليها الجميع بتقدير، بل ويسعى إلى إقامة علاقات وثيقة معها، القمة التي أقيمت في مدينة جدة، وحضرها قادة العالم العربي وناقشت قضايا كبرى لا تهم عالمنا العربي فقط، ولكن تهم كل دول العالم، خاصة الدول التي تشهد حروبا قسمتها سياسيا واقتصاديا، والدول التي تشهد الصراع على السلطة، كما نشهد في السودان وغيرها، ودول كانت معزولة عربيا مثل سوريا..
القمة ترأسها نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين، ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان «يحفظهم الله»، الذي كشف عن رغبة واضحة في طي صفحة الصراعات واستعادة العرب دورهم في الإقليم لبناء علاقات صحية مع دول متاخمة، وكذلك مع العالم، كما أوضح أن المملكة العربية السعودية تعمل مع الدول العربية على نشر الأمن والسلام في العالم، وقد أشارت القمة العربية الـ32 وبوضوح إلى أن هناك وعياً بأهمية التضامن العربي في مواجهة التحديات الدولية، وبضرورة أن تكون المصالح العربية العليا فوق أي اعتبار، إن تلك القمة التي اتجهت إليها أنظار العالم لم تكن قمة عادية بكل مخرجاتها التي أكدت أننا مقبلون على مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك الفاعل، الذي يضع مصالح الأمة العربية وتنميتها المستدامة على رأس الأولويات، بل كانت قمة عنوانها التوافق العربي من أجل المستقبل، بعد طي صفحة الخلافات، وتغليب المصلحة العربية على أية مصالح خارج نطاقها، ومن استمع إلى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، سوف يجد أن هناك إصرارا على رسم خارطة طريق عربية للحاضر والمستقبل، حيث أكد أن العرب ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، «بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأنهم لن يسمحوا بأن تتحول منطقتنا العربية إلى ميادين للصراعات»، ويكفي مع طيّ صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية، لقد أكدت القمة على فتح صفحة جديدة من التقارب والوئام لم تشهدهما الدول العربية منذ سنوات، وأشارت إلى ضرورة التحرك بخطوات عملية عاجلة تعمل على تخطي نقاط التوتر، وتعزيز الواقع العربي بعلاقات وثيقة، وبعناصر التحصين أمام التحولات والتطورات الإقليمية والدولية، ومن تابع فعاليات القمة سيجد أن هناك اتفاقا ربما لم يتوافر من قبل بين الدول العربية على أن الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، وأن قدرات الدول العربية الذاتية بالتعاون مع شركائها، كفيلة بمواجهة أى مخاطر تحيق بالعالم العربي، مع ضرورة ألا تكون المنطقة العربية مجالا للصراعات والتدخلات الخارجية، وأن هذا الوضع هو ما تسبب في الكثير من المشكلات والاضطرابات التي تعاني منها المنطقة.
القمة جعلت كل عربي من المحيط إلى الخليج في حالة من الأمل في المستقبل والالتفاف حول قادتهم، والتطلع إلى الدور الفاعل والمثمر الذي تقوم به المملكة برؤى واعية ونضج سياسي ونظرة إلى ما يجري في العالم، ولعل حضور رئيس أوكرانيا إلى القمة كان من المفاجآت التي شدت أنظار الجميع إليها، وأكدت على الدور الذي تلعبه مملكتنا الحبيبة في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني الذي أدى إلى الخراب والتشتت، والعمل على الوفاق الذي يؤدي إلى السلام.
نعم وبكل فخر واعتزاز نستطيع القول إن هذه القمة من أنجح القمم، وتجاوزت بمراحل ما سبقها من قمم، حفظ الله المملكة العربية السعودية وقادتها الأوفياء، وجنّب عالمنا العربي الصراع والفرقة.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى