المسرح القصير


احتفالا بالمسرح في يومه العالمي، أحد منافذ الفنون عبر العصور، التي تُخضع الفكر والجمال والتواصل واحتواء للشباب ولشغف الأداء، اجتمع وتناوب مسرحيو الشرقية على العروض القصيرة «المسرح القصير» أو ما تسمى «الميكروتياترو»، وتعدّ الأولى من نوعها في المملكة خاصة أنها من التجارب العالمية الناجحة التي تستقطب أهل المسرح والجمهور معا في فضاءات غير متوقّعة ومن خلال عروض مختصرة وقصيرة في مدّة العرض، وكذلك جمهور قليل لتكون قريبة وناضجة في طرحها.
تعدّ هذه التجربة حديثة ورائدة، انطلقت في مدريد بإسبانيا سنة 2009 والفكرة لم تكن مُسقطة على لجنة المسرح ولا أتت من وحي التقليد بل كانت نتاج تجريب وبحث ومحاولة للتوافق الفعلي والمواكبة المعاصرة ودراسة الإقبال والتقبّل العام للفكرة التي تتماشى مع طبيعة الجمهور وطريقة التعبير وتحوّل الفضاءات التي ستحتوي مثل هذا الأداء وتشارك فيه فعليا من خلال بساطة الاستقبال تنفيذا لفكرة القرب بعيدا عن فكرة المسرح بشكله وبتصوّره المتعارف التي تكون على المدار وتتطلّب مدّة زمنية طويلة وحضورا أدائيا وتصوّرا دراميا مع ديكور وإضاءة وتقنيات وغيرها، كانت ورشة عمل وتدريب استمرت قرابة الشهرين بدأت وانطلقت وأشرف عليها الفنان سعود الصفيان، يسانده الفنانان عبدالرحمن السعيد وعبدالله غزواني، قدموا ممثلين ومؤلفين ومساندين ومنظمين للعروض التي تأتي بوقت واحد.
سعى الجميع لإنجاح هذه الفكرة والسعي لتطبيقها بالعمل الجماعي وهذا ليس بغريب على المسرحيين في المنطقة الشرقية وعلى شغفهم وحبهم وحرصهم على إشعال المسرح بالأفكار وحتى الحضور للبرامج المسرحية، ولجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بالدمام تسعى إلى احتضان مثل هذه الأفكار والفعاليات بقيادة ناصر الظافر، وفريق الشباب المسرحي المتواجد الذين يسعون لتكون الدمام رائدة دائمًا في المسرح وبعض الفنون التي انطلقت خلال السنوات الماضية.
تجربة المسرح القصير تقترب من المتلقي وتشغله وتنشغل به، فهي قادرة على اقتحام الفضاء بجمالية واستيعاب الآخر بمرح متبادل وهو ما سيخلق حيوية في النشاط ومتعة في التفاعل واكتشافا للمواهب التي ستقدّم شخصية منطلقة وحضورا قويا يتناسب مع الأداء والمحتوى.
yousifalharbi @


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى