تأثير محبة نفسك على تحقيق النجاح
تقوم المحبة الحقيقية للنفس على القبول غير المشروط لطبيعتك وشخصك الذي أنت عليه، ولحقيقة أنَّك عاجز عن تغيير بعض جوانب ذاتك وقادر في الوقت نفسه على التصالح معها، ويكون تقديرك لذاتك مستقلَّاً عن أحكام الآخرين وآرائهم وتصوراتهم، ومرتبطاً بإيمانك بقدرتك على خوض الحياة بحلوها ومرِّ صعوباتها.
يرتبط نجاحك في الحياة ارتباطاً مباشراً بمحبة نفسك، وعندما تتقبَّل نفسك على ما أنت عليه من عيوب، ستصبح قادراً على تحديد شغفك في الحياة واستخدامه للارتقاء بذاتك إلى أسمى درجات رفعتها، وعندما تعزم على القيام بالأمور الملائمة لشخصيتك ستتمكن من عيش حياتك بعمق وشغف.
أسباب ارتباط نجاحك في الحياة ارتباطاً أساسياً مع محبة نفسك أولاً
إليك الأسباب الكامنة خلف فكرة قدرة محبة الذات على استحضار النجاح والسعادة:
1. تساعدك محبتك لنفسك على تحمُّل مسؤولية حياتك:
ربما تكون ممَّن يستسلمون بسرعة للضغوطات ويرتعبون بسهولة، ويتخذون قرارات يدركون أنَّهم سيندمون عليها لاحقاً بغية إرضاء الآخرين.
من المحتمل أيضاً أنَّك تعيش حياتك وفق قالب جاهز معدٍّ مسبقاً من دون أن تتفكَّر بما يجعلك سعيداً، وقد حان الوقت لتدرك حقيقة كونك محور حياتك، وأنَّ سيطرتك عليها تكمن في ممارسة حقك في تحديد أسلوب المضي فيها، واتخاذ القرارات التي تتوافق مع سعادتك وطموحاتك وأهدافك في الحياة.
تساعدك سيطرتك على حياتك على رفض طلبات الآخرين؛ إذ يميل معظم الناس إلى الموافقة على أيِّ طلب دون التفكير في تداعيات قرارهم على أولوياتهم، في حين يعفيك الرفض من الإفراط في الالتزام وتحمل مسؤوليات ضاغطة ومجهدة يجعلك تنظر نظرةً سلبيَّةً إلى العالم.
شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح
2. تعزِّز من تقديرك لذاتك:
يمضي بعض الناس كامل حياتهم في تجنب المواجهة، فتراهم يستسلمون بسرعة في وجه التحديات، وبالنتيجة يخيب أملهم بأنفسهم.
عندما تتعلم محبة نفسك، ستتجاوز حاجة إرضاء الآخرين مهما كان الثمن، وستحمي نفسك ممَّن يستمدون السعادة من استغلالك، وعندما يكون لديك احترام ذات صحي سيضطر الآخرون إلى احترامك أيضاً.
سيساعدك أيضاً إحساسك بالتقدير الذاتي بمقدار مضبوط على تجاوز حاجة إرضاء الآخرين ونيل استحسانهم؛ لأنَّك عندما تحب الشخص الذي أنت عليه، ستنبت ثقتك بنفسك من أعماقك، ولن تتأثر في آراء الآخرين السلبية وستركز على إيجاد مسارك الخاص في الحياة.
ينبغي ألا تخلط هنا بين مفهوم محبة النفس والنرجسية والأنانية؛ لأنَّ محبة الذات تعني التحرر من ضغوطات القالب النمطي الذي يضعك من حولك فيه، وأن تركز بدلاً من ذلك على ما يجعلك سعيداً.
تجعلك محبتك لنفسك تحتفي بإيجابياتك وتتقبل عيوبك، ممَّا يؤدي إلى زيادة الشعور بالتقدير والذي يفضي بدوره إلى النجاح الذي يتسنَّى فقط لمن يؤمنون بأنفسهم كلياً.
3. ستتمكن من اتخاذ القرارات المناسبة لك:
عندما نبذل جهداً في إرضاء الآخرين وحملهم على قبولنا، يغدو من المستحيل اتخاذ قرارات تصب في مصلحتنا، وإذا كنت تستمد شعورك تجاه ذاتك من آراء الآخرين، فأنت غالباً تتخذ قرارات مهنية لإرضائهم، وربما تتخذ قرارات مصيرية خاطئة لتلبية توقعاتهم.
أمَّا عندما تحب نفسك، ستتخذ فقط القرارات التي تحسِّن من حياتك، وتعطي الأولوية لسعادتك وصحتك النفسية وأهدافك وأحلامك، وهذا يعني بالضرورة ألا تتوقع من شخصك الحقيقي والقرارات السليمة التي تصب في مصلحتك أن تنال استحسان الجميع وإشادتهم في حياتك، وعندما يتحول تركيزك إلى سعادتك الخاصة، ستصبح أكثر انشغالاً في تحقيق أهدافك، ممَّا يجلب لك مزيداً من النجاح والسعادة الحقيقية.
في الختام:
عندما تحب نفسك على ما أنت عليه، ستحدد أهدافك ودوافعك شكل شخصيتك، وسيصبح إنجاز أهدافك محور خططك، وتصبح غاياتك شخصية وتزداد حماستك لتحقيقها.
رابط المصدر
