جبر الخواطر

[ad_1]

يعيش الإنسان في دائرة حياته بين منظومة من العلاقات الإنسانية والاجتماعية، حيث تتكون هذه العلاقات في حقيقتها من قطبين محركين: الإنسان نفسه وهو القطب الأول، وقطب آخر وهم الأشخاص الذين يتعامل معهم، وعلى إثر ذلك تتكون الصداقات وتبنى العلاقات والمعارف والتعارف بين الناس؛ ومن هنا نجد أن العلاقات السليمة الإيجابية تمتد وتستمر لعشرات السنين بين الناس بالرغم من بعد المسافات المكانية والزمانية إلا أن هذه العلاقة ما زالت باقية وجميلة بجميل أثرها؛ ومنها بقاء الود محفوظا فيما بينهم؛ ولعل من أهم الأسباب لبقاء هذا الود هو الكلمة الطيبة والتعامل الحسن وتلمس العذر وحسن الظن ومراعاة الظروف، وأكملها وأجملها هو الوقوف معهم في محنهم ومواساتهم واستشعار مواقفهم سواء بالأفراح أم الأتراح، وهو ما يعرف (بجبر الخواطر) والذي هو أدب رفيع وخلق نبيل لا يتقنه إلا النفوس السامية، وهذا الجبر يعني من منظور نفسي تقديم الدعم والتعاطف والمشاركة الوجدانية لمن يعاني من ضغوط نفسيه أو أزمات مفاجئة أو مواقف عارضة؛ الأمر الذي يترك أثرا طيبا في النفس، وغالبية هذا الجبر يكون على مستوى الكلام أكثر من كونه على مستوى الأفعال..
وفي المقابل نجد أن هناك أشخاصا يتصفون بالسمية في التعامل وتصيد الأخطاء وهو (ما يعرف بكسر الخواطر) اعتقادا منهم بقناعة أو مسايرة لغيرهم أن التعامل الحسن يقلل من مروءة الشخص أو من مكانته أو من منزلته، وهو ما يعرف بـ(خلك ثقيل)، فهؤلاء أشخاص في الأغلب أنهم عاشوا أو يعيشون في محيط يتسم بالشدة والأنانية، وشعارهم أنا ومن بعدي الطوفان؛ وهذا الأمر لا شك أنه يتنافى مع العلاقات الإنسانية بين البشر، ويدعو إلى قطع شبكات العلاقات المبنية على التعاون والأخوة والتصالح وتبادل المنفعة.. ولن يجني هؤلاء إلا ضغوطا نفسية في جملتها تكوين العداوات وغرس الأحقاد ونفور الناس منهم.. وهم أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).. فبذاءة اللسان وبطش اليد هي حيلة الجاهل الضعيف الذي لا حيلة له.
[email protected]

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى