جسر العقير البحرين.. «أُمنية»

[ad_1]

@SaudAlgosaibi
بطول نحو 25 كيلو مترًا، افتتح جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين. هذا الجسر، الذي قرَّب بين الأشقاء، يُعدُّ من أجمل الأمثلة الناجحة للمشاريع. بدأ إنشاؤه عام 1981؛ ليُفتتح عام 1986. ومنذ أن كان مجرد فكرة في عهد الملك فيصل «يرحمه الله»، حيث شُكّلت لجنة آنذاك لدراسة إمكانية تنفيذ المشروع إلى حين اكتمال دراسة المشروع زمن الملك خالد «يرحمه الله»، الذي وافق على إنشائه. ومنذ ذاك التاريخ ارتاد الجسر الملايين، وخدم البحرين بقدر ما خدم السعودية؛ ليفوق عدد العابرين له أكثر من 38 ألف مسافر يوميًّا.
إلا أن المنطقة الشرقية ينقصها جسر آخر، خاصة بعد نجاح هذا الجسر، وارتياد ملايين المسافرين، ومنذ افتتاحه وآلاف الأطنان من البضائع له.
فمَن منّا لم يشاهد تلك الطوابير الكثيرة من الشاحنات في طريقها إلى البحرين عبر الجسر، ومن منّا لم يدركه زحام نهاية الأسبوع، الذي يتوسع كل عام وعام، رغم زيادة كبائن المسافرين منذ إنشائه وكل عام.
ومَن منّا لم يسافر عبر مطار البحرين مستخدمًا الجسر. ومَن منّا لم يشاهد باصات المسافرين العابرين من البحرين للحج والعمرة أو كوسيلة لمقيمي البحرين أو المسافرين عبرها للمملكة.
وقد ذُكر منذ سنوات جسر رديف موازٍ للجسر الحالي، ونأمل أن يكون لمحافظة الأحساء جسر آخر عبر العقير، يصلها للبحرين؛ لما للأحساء من مقوّمات وكثافة سكانية، ولتخفيف الضغط على جسر الملك فهد، خاصة للعابرين من وإلى دول الخليج العربي.
وبالعودة قليلًا، ولذكر التاريخ الخاص بالنقل، كان ميناء العقير الذي ظل ولسنوات الميناء البحري الأول على ساحل الخليج. وكان التنقل البحري من وإلى البحرين من أهم طرق النقل والتجارة.
وأعطت الأحساء ميزة نسبية؛ لا سيما لنشر صناعاتها الحرفية والزراعية، فكانت مصدرًا ووسيلة اقتصادية هامة، إلا أنه حاليًّا بأسباب تطور المراكب الحديثة التي تطلب أعماقًا كبيرة، أصبح الميناء مجرد إرث تاريخي وذكرى للزوار، خاصة بعد إنشاء ميناء الملك عبدالعزيز البحري بالدمام. بقيت الصلات العائلية بعد أن تحوّلت التجارة إلى هذا الميناء الجديد، ورأسا دون البحرين كمحطة تجارية.
إلا أن الأحساء لها من الأهمية اللوجستية الكثير بعد إغلاق ميناء العقير القريب منها، فالمحافظة يحدها، بالإضافة إلى البحرين، دولة قطر، والإمارات، وعمان، وكذلك اليمن. فهي أهم معبر خليجي لوجستي، وهي أيضًا من أكبر حواضر المنطقة الشرقية، ويضمها أكبر تواجد سكاني يقطنها حوالي نصف سكان المنطقة. فالميزة النسبية لها كبيرة ومتعددة.
وتبلغ مساحة محافظة الأحساء حوالي 379 ألف كم2، بما يمثل 20 % من مساحة المملكة، ويقدر عدد سكان الأحساء بحوالي 1.3 مليون نسمة موزعين على 10 مدن رئيسية وأكثر من 80 قرية وهجرة، كما تمتلك محافظة الأحساء مقوّمات سياحية وتراثية وعناصر عديدة للجذب السياحي تؤهّلها لأن تكون وجهة سياحية كبرى ذات أنشطة ومواقع أثرية وسياحية متعددة ومتنوعة، حيث تتنوّع هذه الموارد السياحية والتراثية بين معالم أثرية وتاريخية، قصور وقلاع ومساجد وموارد طبيعية، وحياة برية، ومتنزهات وبحيرات، وتراث فكري وثقافي.
كل هذه الأسباب تدعونا للتفكير، وأن نتمنى جسرًا يصل العقير بالبحرين، خاصة أن الأحساء أحد أهم المكونات السياحية ضمن الرؤية لعام 2030، ومقبلة على مشاريع وتطوير هائل، خاصة بعد اعتماد هيئة خاصة لتطويرها. لا سيما أن لها مقومات اقتصادية هامة بوجود أكبر حقول الغاز بالمملكة، الذي أعلن عنه مؤخرًا «الجافورة»، والذي يقع بمحاذاة منطقة العقير، ناهيك عن مشاريع أرامكو الخاصة بالنفط. ونأمل أن تصبح الأحساء من أهم المواقع اللوجستية لقرب المسافة منها وإلى دول الخليج، وعن طريق هذا الجسر.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى