خطوتان لزيادة القدرة على التركيز

[ad_1]

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “داريوس فوروكس” (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن طريقتَين فعَّالتَين لزيادة تركيزنا على الأمور الهامَّة في الحياة.

إذ تجد دوماً شيئاً ما ليقاطعك ويعطِّلَك عن عملك، والذي ربَّما قد يكون شخصاً آخر، أو مكالمةً هاتفية، أو لقاءً ما، أو حالة طوارئ مُزيَّفة، أو قطَّتك التي تلعبُ بجانبك، أو أخباراً عن مباراة الدوري الأمريكي لكرة السلة للمُحترِفين من الليلة الماضية.

يمكنك أن تلقيَ اللوم على الأمور السابقة، ولكنَّ ذلك ينجم عن ضعفك، فكلانا يعلم أنَّه لا يمكن لهذه الأشياء أن تُلهِيك أو تعطِّلك عن العمل دون أن تسمح لها بذلك؛ وهذا يعني أنَّك كلَّما فقدت تركيزك، فإنَّك تمنح الإذن لشخصٍ ما أو شيءٍ ما بالدخول إلى عقلك وتشويش ذهنك، فهذه هي الطريقة التي أنظر بها إلى مصادر تشتيت الانتباه والأمور التي تقاطعني عن العمل والتركيز، لكن عليَّ أن أعترفَ بأنَّني لا أستطيع المحافظة على تركيزي طوالَ الوقت؛ إذ أستسلم أحياناً لما يشتِّت انتباهي وأتفاعل معه وهو ليس بالأمر الجيد.

لا تعود النميمة، أو النظر إلى تطبيق “انستغرام” (Instagram) بصورة متكرِّرة يومياً، أو مشاهدةُ كثير من الفيديوهات على “اليوتيوب” (YouTube)، أو قراءة مقالات الأخبار السلبية، بأيِّ فائدةٍ على حياتك؛ لذا سأخبرك فيما يأتي بشيئين أفعلهما دوماً لتحسين قدرتي على التركيز حين أجد نفسي غير قادرٍ على التركيز على الأمور الهامَّة:

1. استبعاد الأمور التي تعطِّلك عن عملك والتخلُّص منها:

نجمِّعُ دوماً أشياء ونستمرُّ بمراكمتها يومياً، وأنا لا أتحدَّث هُنا فقط عن الأشياء التي تشتريها، كالملابس، أو معدَّات المطبخ، أو زينة المنزل، أو الألعاب، أو الأدوات والأجهزة، أو أي شيءٍ آخر؛ بل أتحدَّث عن تجميع الأفكار وتكديسها داخل عقولنا؛ إذ نتعرَّض لعديد من الأفكار في حياتنا، والتي نتبنَّى بعضاً منها ونحوِّلها لأفكارنا الخاصة.

على سبيل المثال، طلب كثير من الناس منِّي إنشاء مزيد من الفيديوهات على “اليوتيوب”؛ إذ يمتلك جميعُ مَنْ حولي من أسرتي وأصدقائي وأعضاء فريقي وطلَّابي وقُرَّائي أفكاراً ويرغبون بمساعدتي، وأنا كذلك أشارك أفكاري عن كيفية تحسين الحياة والأعمال التجارية والمهنة والعلاقات مع الآخرين، فجميعُنا نفعل ذلك وهو ليس أمراً خاطئاً، ولا يمثِّل مشكلةً إلَّا في حال عدم فرز المعلومات الداخلة إلى أذهاننا التي نحصل عليها من الأشخاص المحيطين بنا.

لذا؛ بعد أن سمعتُ من الناس بأنَّني يجب أن أنشئ مزيداً من الفيديوهات على “اليوتيوب”، اقتنعتُ بتلك الفكرة، وقلتُ لنفسي: ينبغي أن أنفِّذَها، وقد فكَّرتُ بذلك كثيراً خلال الأشهر الستة الماضية، كما أنَّني كرَّستُ كثيراً من وقتي واستثمرتُه في إنشاء خطةٍ استراتيجية لفعل ذلك، وانشغلتُ بكثير من التفاصيل بشأن ذلك، كالموضوعات التي يجب أن أتحدَّث عنها في تلك الفيديوهات، ومكان تسجيلها، وطريقة تعديلها، ونوع الموسيقى الذي ينبغي أن أستخدمه، وقد عملتُ بجهدٍ كبير على ذلك الأمر ونشرتُ منذ فترة مقطعَ فيديو أيضاً لقيَ عديداً من ردود الأفعال الإيجابية والجيدة.

لكنَّ ثمَّة مشكلة واحدة بخصوص إنشاء تلك الفيديوهات، وهي استهلاكها لكثير من وقتي وانتباهي واهتمامي، وكنتيجة لذلك، أستطيع قضاء وقتٍ أقلّ بكثير في الكتابة والتدوين الصوتي وإنشاء دورات تدريبية جديدة، وهذه هي بالضبط الأشياء التي أريد فعلها، فقد أنشأتُ مُدوَّنتي لسببٍ مُعيَّن، وهو حبِّي للكتابة وبراعتي فيها؛ ولذلك تُعَدُّ هذه الأشياء أسهل بالنسبة إليَّ مقارنةً بإنشاء الفيديوهات على “اليوتيوب” والذي لا أجيد فعله كثيراً. 

إضافة إلى استمتاعي الكبير بكتابة المقالات وتأليف الكتب والمواد التي سأعلِّمُها في دوراتي على الإنترنت، فإنَّني لا أمانع أبداً صعوبة ذلك العمل؛ إذ إنَّني كثيراً ما شعرتُ بالإحباط والفشل حين كنت أعمل على إنشاء فيديوهات على “اليوتيوب”، ممَّا أدَّى إلى معاناتي في سبيل التركيز والعمل على ذلك.

حين وجدتُ نفسي مفتقراً إلى التركيز، سألتُ نفسي عن الأشياء التي ينبغي عليَّ إلغاؤها والتخلُّص منها كي أجعل حياتي بسيطةً جداً، ممَّا يجعل من التركيز أمراً سهلاً؛ لذا فقد توقَّفتُ عن التركيز على “اليوتيوب”، فالإقصاء أو الاستبعاد هو استراتيجية رئيسة بالنسبة إليَّ أستخدمها في جميع جوانب حياتي؛ إذ نجمِّع ونراكم كثيراً من العوائق والأمور غير الضرورية عبر السنين، والتي قد تكون أفكاراً أو مشاريع ومهاماً أو أعمالاً أو أغراضاً وما إلى ذلك، ونحن نحتاج إلى إجراء عمليات إقصاء دائمة للتخلُّص ممَّا هو غير ضروري منها.

أنصحك بتجربة هذه الاستراتيجية حين تجد صعوبات في التركيز، ممَّا يجعل من حياتك بسيطةً وغايةً في السهولة، فلا أحد منَّا يرغب بعيش حياة صعبةٍ ومستحيلة، فالحياة صعبةٌ بما يكفي أصلاً؛ لذا لا تصعِّبها على نفسك أكثر.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتدريب عقلك على تحسين التركيز

 

2. التفكير في نجاحاتك السابقة:

يحفِّز التفكير بنجاحاتك في الماضي وسعادتك السابقة إنتاجَ هرمون السيروتونين؛ وهو مادة كيميائية تُنتِجها خلايا الجهاز العصبي في الجسم، والتي تؤثر في جميع أجزاء الجسم، وتؤدي دوراً عظيماً في أداء وظائفنا الجسدية، كما يساعد السيروتونين أيضاً على تقليل الاكتئاب، وزيادة الدافع الجنسي، واستقرار أو توازن المزاج، والتحكُّم بجودة النوم، وتنظيم مشاعر القلق لدينا وضبطها، بالإضافة إلى دوره الهائل والكبير في تحسين عافيتنا وصحتنا بصورة عامة.

تعود أهمية السيروتونين في زيادة التركيز إلى تحكُّمه بالإشباع أو الرضى المؤجَّل وتنظيمه، فحين ينخفض نشاط السيروتونين في الجسم، يمكنه أن يؤدي إلى نقصٍ في التركيز على الأمد الطويل، كما تنقُص احتمالية اتِّخاذك لأي إجراء حيال خُطَطك التي وضعتها.

حين تشعرُ بفقدان تركيزك، فثمَّة احتمالٌ كبير بأن يكون نشاط السيروتونين لديك منخفضاً؛ لذا فإنَّك تستسلم للمُتَع قصيرة الأمد وتسعى إليها، كالخروج للتسلية، أو التسوُّق، أو العلاقات الحميمية، أو مشاهدة التلفاز، أو أي شيءٍ آخر يمنحك اللذة قصيرة الأمد.

لكي تحسِّن من مستوى تركيزك، عليك أن تعزِّزَ وترفع من نشاط السيروتونين في جسمك، وتُظهِر الأبحاث أنَّه يمكنك فعل ذلك من خلال ممارسة التمرينات الرياضية، لكن ثمَّة طريقة أخرى فعَّالة بالقدر ذاته وأكثر سهولةً منها، وهي تمرين ذهني بسيط؛ فكلُّ ما تحتاج إليه لفعله هو تذكُّر الأحداث الإيجابية التي حدثت في الماضي.

يوضِّح الدكتور “أليكس كورب” (Alex Korb) وهو عالمٌ في طبِّ الأعصاب في “جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس” (The University of California, Los Angeles)، ومؤلِّف كتاب “الدوَّامة التصاعديَّة” (The Upward Spiral)، السببَ الذي يجعل تذكُّر المواقف الإيجابية مساعداً في التركيز على أمورك الهامَّة؛ إذ يقول: “كلُّ ما عليك فعله لزيادة مستويات السيروتونين في جسمك هو استذكار الأحداث الإيجابية التي مررتَ بها في حياتك؛ إذ يزيد هذا الإجراء البسيط من إنتاج السيروتونين في القشرة الحزامية الأمامية؛ والتي هي عبارة عن منطقة تتوضَّع خلف قشرة الفص الجبهي مباشرةً وتتحكَّم بالانتباه لدينا”.

حين ترتفع مستويات السيروتونين، تزداد مستويات تركيزك وهو ما ينبغي لك فعلُه في النهاية، وأعلم أنَّ هذا يبدو سخيفاً ومُبتذلاً، لكن عندما يكون لديك مشكلة ما، يجب عليك إصلاحها.

عندما لا أستطيع التركيز على أمرٍ هام، فإنَّ أوَّل ما أفعله هو الاعتراف بأنَّ لديَّ مشكلةً تحتاج إلى حل؛ إذ يعيش بعض الناس حياتهم دون أن يعترفوا حتَّى بوجود مشكلات فيها، وأودُّ أن أقول لهؤلاء الأشخاص بأنَّه ليس من الطبيعي أن تتحقَّق من هاتفك المحمول كل دقيقتين، أو أن تثرثر وتمارس النميمة طوالَ الوقت، أو أن تشعر بالملل دائماً؛ لذا عليك إصلاح تلك المشكلات بعد الاعتراف بها.

في الختام:

ركِّز على حياتك، وفكِّر في الأمور الهامَّة فيها، ثمَّ افعل الأمرين السابقين اللذين ذكرتُهما لك، ولا تسمح لشيءٍ بصرف انتباهك أو تشويش تركيزك، واستمرَّ على ذلك.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى