سمهرم الأثرية .. منارة  اللبان والبخور والعطور 

[ad_1]

 

تسمية المدينة

عرفت بنعوت وأسماء مختلفة مثل: موشا، أو موجا، أو موشكا، وبونت، وأخيرا سمهرم .. فهي ميناء البخور والعطور، وخور روري والاسم الأخير هو اسم الشهرة عند أهل ظفار في عصرنا الحاضر.  وأطلق عليها الرومان بلاد البخور والعطور والقصور. أما الإغريق، فكانوا يطلقون عليها اسم البلاد السعيدة.

 

موقع سمهرم

تقع مدينة سمهرم في الجهة الشرقية لولاية طاقة والتي تبعد حوالي 30 كم عن مدينة صلالة، وتعرف محلياً بخور روري. وينتشر أنقاض هذا الموقع الأثري على مساحة واسعة من التلال والشعاب المحيطة بوادي خور روري.

ومازالت آثار القلعة ماثلة على قمة ترتفع  130 مترا عن سطح  البحر عند بحيرة خور روري التي تتدفق إليها شلالات وادي دربات من ارتفاع ألف قدم مُشَكّلةً بذلك بحيرات تجري مياهها إلى الخور، ومنه إلى البحر عبر قناة مختلطة بمياه البحر.

 

والمدينة تعد في غاية من التحصين، ويحيط بها برجان أحدهما عند الطرف الجنوبي الشرقي، والآخر عند الطرف الشمالي، ويبدو من الصعب مهاجمتهما لوجود بنيان قوي يبلغ عرضه 8 أقدام، وارتفاعه من 15 – 20 قدما، وبالإضافة إلى ذلك فأن مدخل الخور الجنوبي يتمتع بحماية كافية، إذ يصعب القوات المهاجمة اجتيازه لوجود نقاط دفاعية كثيرة، وسور حجري ما زالت آثاره واضحة للعيان إلى اليوم.

 

ميناء سمهرم

كان ميناء سمهرم من أهم الموانئ المشهورة في جنوب شرق الجزيرة العربية في تجارة اللبان منذ أقدم العصور التاريخية.. ويعرف أيضاً بميناء موشكا والذي تم ذكره في نصين يونانيين يعودان إلى الفترة ما بين القرن الأول والثاني الميلاديين، وقد تم من خلال التنقيبات الأثرية لمدينة سمهرم العثور على عدد من المخطوطات، ومعبد قديم وقطع نقدية، وأثرية تشير جميعها إلى أن المدينة كانت على صلة تاريخية وحضارية بالهند، وبلاد ما بين النهرين وبلاد النيل، وكذلك اتضح أن المدينة بنيت بالحجر الجيري، وتميزت بفن معماري جميل، ولها سور، وعدة بوابات، وأبراج مربعة. كما تم الكشف عن خمسة نقوش حجرية كتبت بالأبجدية العربية الجنوبية، وهي تصف تأسيس المدينة التي بنيت لتأكيد السيطرة على تجارة اللبان…كما تم الكشف عن آثار معبد قديم شيد في وسط الجانب الشمالي من المدينة، وعثر على جدرانه الثلاثة على مذبحين، ونحت بارز لثور على أحد المذبحين. ومن المعثورات الأثرية الأخرى تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي، وتمثال غير مكتمل لفتاة يعود للقرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية وختم من البرونز يحمل سطرين من الكتابة باللغة القديمة.

ويروى في الأدبيات التاريخية  عن شهرة الميناء وأهميته منذ القدم بأن جرار اللبان العُماني المتجهة إلى (بلقيس) ملكة سبأ  كان يتم تحميلها من ميناء سمهرم.

وميناء سمهرم يعد من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، ومنه يصدر السلع والمنتجات المحلية إلى العالم، ومن أبرز الدلائل على أهمية هذا الميناء والدور الكبير الذي كان يقوم به، العثور على رسم لسفينة فرعونية كانت ترسو في ميناء سمهرم، وهو الرسم الموجود حالياً في أحد المعابد بوادي الملوك في مدينة الأقصر الأثرية بمصر. وقد أطلق على ميناء سمهرم اسم «موشاك» من قبل [اليونانيين] مثل (بولنيوس _ وأسترابو) في إشارة حسب علماء الآثار المؤرخين إلى أهمية هذا الميناء باعتباره مركزاً إدارياً في منطقة إنتاج اللبان.

 

في العام 1952م تم العثورعلى بقايا من المنحوتات الحجرية وبعض التماثيل، كما وجد عند مدخل الميناء  بقايا أسوار وجدران محصنة، ويعتبر حصن طاقة من المعالم الأثرية هناك، كما توجد مقابر قديمة ترجع لفترات ما قبل الإسلام شرق خور صولي.

 

تاريخ المدينة

مدينة سمهرم الشهيرة بمينائها الذي يعد من أقدم الموانئ الأثرية، حيث يعود تاريخه للألف الثالث قبل الميلاد حتى أن النقوش الحميرية لا تزال واضحة على جدران القلعة وأعمدتها الموجودة هناك.

فهو الميناء الرئيس لتصدير اللبان لمختلف أنحاء العالم ومركز الحركة التجارية بين الشرق والبلاد الأخرى حول البحر المتوسط. وخلال أعمال التنقيب  تم الكشف عن خمسة نقوش حجرية كتبت بالكتابة  العربية الجنوبية، تصف تأسيس المدينة التي بنيت لتأكيد السيطرة على تجارة اللبان، حيث اكتشفت من قبل ويندل فيليبس عام 1952م، واستكملت البعثة الإيطالية التنقيب عن آثارها – واكتشف فريق جيولوجي فرنسي عام 1988م آثارا قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وهي عبارة عن رسوبيات وأسنان حيوانات منقرضة، كما تم الكشف عن آثار معبد قديم شيد في وسط الجانب الشمالي من المدينة، وعلى جدرانه الثلاثة  مذبحين ونحت بارز لثور على أحد المذبحين، بالاضافة إلى  تمثال برونزي صغير لفتاة تعزف على الناي، وتمثال غير مكتمل لفتاة يعود للقرن الثاني الميلادي، بالإضافة إلى مجموعة من القطع النقدية البرونزية، وختم من البرونز يحمل سطرين من الكتابة باللغة القديمة.

تشير الشواهد من بعض الأدوات والعملة المعدنية، والفخار إلى أن مدينة سمهرم كانت واحدة من المدن العربية التي تميزت خلال تلك الفترة التاريخية بعلاقات بحرية متينة مع مناطق البحر الأبيض المتوسط والهند ومنطقة الخليج، وقد تم تحديد الحقبة الزمنية للموقع ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي.

  

التجول في أرجاء مدينة سمهرم

التجوال في أرجاء المدينة متعة، وترحل بالزائر إلى الزمن البعيد عن ماضي الأجداد، وبصمات مناقبهم، التي بقيت حية وناطقة في الاستدلال على شواهد عصورهم فيما بقي من لقي ونقوش، ومعادن في  المدينة تحتوي على الكثير من الآثار، ويمكن للسياح مشاهدة ذلك. فهناك الآثار الحجرية المختلفة، وتنوع المعابد، والأضرحة، ومجامر وورش صناعات، وغرف سكنية، وبيوت. وهناك تكتمل العظمة والفخامة المذهلة، خصوصًا مع تأهيل المدينة من قِبل وزارة الآثار العمانية بكل ما يلزم من اللوحات التعريفية والإرشادية التي تحكي التفاصيل الهامة عن المكان .

 

 الصالة الأثرية

 في أحد جنبات المدينة هناك يوجد متحف أُنشئ  حديثا يعرف باسم الصالة الأثرية. يضم جميع المقتنيات المكتشفة في مدينة سمهرم ومحيطها.

 الزائر لهذا المتحف بإمكانه الاستمتاع، ومشاهدة مئات القطع والمقتنيات والعملات المعدنية والفخارية والحجرية التي تحكي  تاريخ المدينة منذ النشأة الأولى.

 

 

قائمة التراث

أدرج موقع سمهرم التاريخي في قائمة التراث العالمي منذ العام 2000م، وتعتبر مدينة سمهرم الأثرية إحدى المعالم التراثية والسياحية بمحافظة ظفار التي تحظى باهتمام السياح والزائرين للمحافظة مما دفع الجهات الحكومية  إلى الاهتمام بهذا الموقع والسعي لإنشاء المرافق الخدمية اللازمة فيه.

 

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى