فلسفة الذات في السهر!

[ad_1]

عمر حمود العامري

عندما تستلذ بالسهر، هناك تصل روحك للتماهي مع سكون الليل.. وعندما تعتاد السهر حقاً ستعرف إدمانه ولن تحس بوجودك في هذا العالم المكتظ إلا به.

تتجلى فيه كينونتك وذاتك، وتحاكي الصمت بتأني.. تستبيح قوانين الدوران للأرض, فلا تعبأ مثلاً بقوانين “نيوتن” وتتجاوزها تماماً…وتطير بخيالك نحو الفضاء الواسع لتستبيح قوانين النظرية النسبية لـ”إنيشتاين” أيضاً.!

عندما تدمن السهر بإرادتك الحرة …تشعر بأنك تعيش بكِلا جانبي الأرض…تستيقظ مع عالم الشرق.. وتسامر سكان الغرب… تشاطر العالم  بالحياة شرقاً وغرباً؛ هناك تحس باللذة التي لا توصف باللسان؛ وتعيش عمرك بأكمله فلا يذهب الكثير منه مستغرقاً في النوم.

تبدد الليل بالتدافع مع أفكارك، وتزيل بقع الظلام في جدار الليل… يتساقط همس الكلمات الصامتة في عقلك مع زفرات الموسيقى لأغنية كلاسيكية.
تراجع التاريخ في مخيلتك منذ العصور القديمة..تختلط السياسة بالجغرافيا بعلم النفس الاجتماعي بأخبار الحرب وحفنة من كلمات نزار الباذخة عن أصنافٍ من النساء اللاتي لم يعرف واحدة منهن سوى زوجته بلقيس كما أفادت عنه ابنته في الماضي.

لمجرد التفكير للحظةٍ بأنك مستيقظ بين الملايين من الناس الذين يغُطّون في النوم… هو شعورٌ تستمد منه الطاقة لمواصلة الحياة.

فخلال السهر أسمع لنفسي ساعة أو ساعتين, وأتفقد نَفَسي هل هناك حشرجة ظهرت مع امتداد العمر… لا.. لا زال الزفير والشهيق طبيعياً رغم السنين ..ورغم الذهاب بخيالي بعيداً نحو العوالم القديمة ..
مثلا…كعالم ابن ذي يزن وأصحابه من الجن منذ أن كان صغيراً, وأبرهة بتفكيره الجنوني اللعين حول تغيير الكعبة ,وجدلية ما إن كان تجاوز المستحيل… فهل سنتحكم بالعالم المسلم ونمنعهم كـ”آل سعود” ودولتهم؟!

مع آخر السهر، أتفقد جمجمتي وأنام قبل أن يشرق الصباح على هذه الجمجمة ذات التضاريس الشبيهة بجبال “الهملايا” وقتما تسيح منها الثلوج.

فيكفيك أن تستلذ بالسهر لا غير؛ فسيموت البعض وهم لا يعرفون لذة السهر !!

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى