قصر الأخيضر .. شاهد حضاري  في استنطاق الماضي

[ad_1]

وتعلل تسميتها بهذا الاسم لإخضرار الأرض المبنية عليها، والعقيق المجاور لها بالأبيض لبياض حصده ورماله، وهو يشير إلى قدرة الإنسان على استغلال المكان ومعرفة الزمان لإنتاج ما يمكن أن يكون له حصن خاص، وأنه يقع في منطقة صحراوية تحيطه من جهاته الأربع. لا شيء بجوار القلعة إلا بحيرة الرزازة التي تبعد مسافة تزيد على 20 كم وهي لم تكن موجودة في ذلك الزمن الذي أنشئت فيها القلعة، أو تم بناؤها. مثلما يثير البعض التساؤلات التي ظلت بلا أجوبة عن بنائها، ومن يقف وراءها وفي أي حقبة زمنية كان ذلك.

 

الموقع

 تقع أطلال قصر قلعة الأخيضر بجوار هور «أبودبس» على الضفة اليمنى لوادي الأبيض، وتشاهد من مسافات بعيدة، وهي على بعد 125 كم إلى الجنوب الغربي من بغداد، و40 كم إلى الجنوب الغربي من كربلاء، وعلى مسافة متوسطة بين الكوفة والبصرة. لم يرد ذكر اسم الأخيضر في أسفار المؤرخين والجغرافيين العرب، ولكنه متداول على ألسنة الأعراب والرعاة ويلفظونه «الأخيزر» كما يعرف كذلك باسم «حصن ضيفر» و«قصر الخفاجي»، ويبدو أن اسم الأخيضر مستمد من طبيعة المكان، إذ تقع أطلال القصر وسط رقعة رطبة تلامس مياهها وجه الأرض، أو تنبجس إلى السطح فتكون مستنقعات في فصل الربيع، وتنبت الحشائش والمروج الخضر فيها.

 ويشبه في تخطيطه قصر المشتى، ويشكل هذا القصر بمخططه حلقة الاتصال بين طراز قصر المشتى من منشآت الأمويين، وبين قصور سامراء التي أقامها الخلفاء العباسيون.

 

تاريخ بنائه 

تعددت الآراء حول زمن تشييده فهناك من يعتقد أن زمن تشييده يعود إلى العصر الإسلامي، بينما يرجح آخرون عودته إلى العصر الساساني. ولكن من خلال الأعمال الحفرية التي أجريت في هذا القصر لم تُكتشف أي اثار، أو عملة نقدية تعود للدولة الساسانية. ومن المعروف أن النقود الساسانية كانت متداولة حتى في العصور الإسلامية الأولى فضلاً عن أن الدولة الساسانية هي دولة مدن وأنها تفر من الصحراء لأن الصحاري أماكن لا يؤمها إلا العرب.

 وهناك رأي آخر يذهب إلى العصر الأموي ويرجع بناء القصر إليه لاسيما بعد الاطلاع على محرابه، إلا أن هناك بعض العناصر العمارية التي توجد في الأخيضر، ومنها عنصر الزخرفة الهندسية الآجرية والتي ظهرت للمرة الأولى في العصر العباسي الأول إذ وجدت في باب بغداد في مدينة الرقة، فضلاً عن العديد من الآراء الأخرى، لكن الأرجح هو أن بناءه في العصر العباسي الأول استناداً إلى الكثير من  الأدلة التاريخية والمعمارية.

 

تصميم القصر 

تقول المصادر عن هندسة القصر  مستطيل الشكل وبناء القصر استغرق 45 سنة، وثلث عمارته حصن. وكان يحوي مسجدا به محراب صغير في كل من جانبيه وحرمه بلاطة، ومبنى هذا المسجد جزء أصيل من بناء القصر، ووجوده ينفي ما يقال من أن تاريخ تشييد القصر يعود إلى أزمنة تسبق الفتح الإسلامي للعراق، ولقد جمع مبنى الأخيضر في عمارته بين الأساليب الساسانية والبيزنطية، ومن أشياء لم تكن معهودة قبل الإسلام، فمشكياته ونوافذه وزخرفته قريبة الشبه بما في مبنى طاق كسرى، وتيجان أساطينه المنحوتة من المرمر منقوشة بزخرفة بيزنطية الأسلوب قوامها ورق شجر، ويعد القصر أحسن بناء عربي قائم تتجلى فيه عظمة العمارة الإسلامية الأولى وهو قصر واسع منيف متعدد الأجزاء والمرافق في داخل حصن منيع  وبقيت معالم القسم الأكبر من أجزائه قائمة، مما سهل أمر صيانته وترميمه، وجعله من الأماكن السياحية الأثرية الشهيرة في العالم.

 

 

 

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى