كيف تكون وحيداً وسعيداً؟

[ad_1]

تظهر مشكلة الوحدة عندما نبدأ في الإيمان بها، وفي هذه الحالة تؤدي الوحدة إلى تدهور صحتك العقلية، والحقيقة هي أنَّك لست وحيداً أبداً، فأنت تمتلك دائماً صاحب وهو نفسك؛ لذلك يمكنك أن تكون وحدك دون أن تشعر بالوحدة؛ إذ يقول الكاتب أنتوني دي ميلو (Anthony de Mello)، مؤلف كتاب الوعي (Awareness): “الوحدة هي عندما تفتقد الأشخاص، والعزلة هي عندما تستمتع بنفسك”.

هذه الفكرة غريبة بالنسبة إلى مجتمعنا؛ إذ نعتقد جميعاً بأنَّنا بحاجة إلى وجود أشخاص من حولنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ فنحن نسمي الأشخاص الذين يذهبون في إجازة وحدهم بأنَّهم أشخاص غريبون، وإذا كنت تستطيع الاستمتاع بصحبة نفسك، فلديك كثير من المرح في ذلك.

كان الكاتب المسرحي الشهير جورج برنارد شو (George Bernard Shaw) يحضر إحدى الحفلات وحده، وعندما سأله أحدهم عمَّا إذا كان يستمتع وحده، قال: “إنَّه الأمر الوحيد الذي أستمتع به هنا”، أنت تعرف كيف تسير هذه الأمور، فمعظم أعياد الميلاد والمناسبات والمؤتمرات أحداث متشابهة؛ لذلك، عندما لا تكون مستمتعاً في مكان ما، يمكنك دائماً الاستمتاع بصحبة نفسك.

ماذا إذا كنَّا أشخاصاً اجتماعيين؟

نحن كائنات اجتماعية ومن الجيد التواصل مع الأشخاص من حولنا؛ فالعلاقات هامة، لكن لنكن صادقين، كم مرة شعرت بالوحدة خلال الفترة الماضية؟ إذا أجبت مرةً واحدةً، فقد حان الوقت للعمل على مهارات “التعايش مع الوحدة”، ويتعلق هذا كلُّه بالشعور بالراحة أكثر مع نفسك؛ لذلك جرب هذين الأمرين:

1. توقَّف عن التمسك بالآخرين، والتفكير كثيراً بهم:

لا نقصد أنَّك يجب أن تصبح شخصاً غير حساس، فما يزال بإمكانك الاهتمام، تجنب التعلق بالآخرين فقط.

2. افعل مزيداً من الأمور وحدك:

ابحث عن شيء يمكنك القيام به في جميع الأوقات، تعلَّم مهارةً ما أو نظِّم مناسبةً ما أو مارس الرياضة أو اذهب في نزهة أو اقرأ كتاباً أو ابدأ مشروعاً تجارياً أو اعزف الموسيقى وما إلى ذلك، وإذا كان لديك هدف فعليك أن تسعى من أجله، وإذا أراد الناس الانضمام إليك فهذا أمر جيد، وإذا لم ينضم إليك أحد، فلا بأس بذلك أيضاً.

شاهد: 9 أمور يُمكنك القيام بها عندما تكون وحيداً

 

إنَّ التعايش مع الوحدة يعني الحرية؛ إذ يمكنك دائماً الاستمتاع بنفسك دون الحاجة إلى الآخرين، كما تعلم المشكلة هي التعلق والعوز، فعندما نكون محتاجين نكون مُزعجين، بطريقة ما يمكننا اكتشاف متى يكون الآخرون محتاجين: الصديق الذي يتصل بك مرات عديدة، ومندوب المبيعات الذي يصر على تجربة منتجه، والشاب أو الفتاة التي ترغب في جذب انتباه شريك، يمكنك الشعور بذلك، ولكن إذا بدلنا الأدوار، لا نلاحظ أنَّنا نحن المحتاجون أبداً.

ضع مرآة أمامك، وستجد أنَّك محتاج أكثر ممَّا تعتقد، وهذا يعني أنَّك أقل حريةً ممَّا تعتقد، وقد حان الوقت للتخلي عن حاجتك، أنت لست محتاجاً إلى أيِّ شخص لتكون مرتاحاً مع نفسك.

الغريب في الأمر هو أنَّك كلَّما شعرت بالراحة تجاه فكرة التعايش مع وحدتك، زاد عدد الأشخاص الذين ستجذبهم؛ فنحن ننجذب لمن لا يحتاج إلينا؛ لذلك لن تكون وحيداً أبداً إذا كنت لا تريد ذلك، لكن يبدأ هذا باعتماد فكرة أنَّك لست وحيداً أبداً.

كيف يمكن أن تكون سعيداً عندما تكون وحيداً؟

ما تزال هذه الفكرة مثيرة للجدل لدى معظم الأشخاص، ولن يتفق معك معظم الناس إذا تبنَّيت هذه الفكرة، وهذا هو السبب في أنَّ معظم الناس غير سعداء.

لكن كيف تمنع نفسك من الشعور بالحاجة أو الوحدة؟ إنَّ بعض الأمور الأساسية مثل كتابة اليوميات وممارسة التمرينات الرياضية والقراءة والتعلم كلُّها أمور جيدة، لكن يوجد شيء واحد يُحدِث الفارق الأكثر أهمية وهو الوعي.

يجب أن نبني نوعاً من ممارسة التأمل في حياتنا، إليك طريقة القيام بذلك: إنَّ ممارسة التأمل بانتظام ستجعلك أكثر وعياً، والوعي هو ما تريده، والأشخاص الذين يعتقدون أنَّ التأمل بحد ذاته هو الهدف لا يفهمون هذه النقطة؛ إذ إنَّ التأمل هو وسيلة للوعي؛ أي إنَّه مجرد طريقة.

لكنَّ التأمل مفهوم واسع، فنحن لا نتحدث فقط عن جلسات التأمل؛ وإنَّما أيُّ نوع من التأمل هو خيار جيد، يمكنك اختيار أيِّ نوع تريده: التأمل خلال المشي واليقظة الذهنية، يمكنك استخدام تطبيق أو الانضمام إلى دورة تدريبية أو طلب المساعدة من كوتش؛ سيجعلك التأمل أكثر راحةً عندما تكون وحدك، إذا كنت تريد معرفة مزيد عن هذه الفكرة، يمكنك قراءة بعض الكتب عن ذلك.

بعد أن تستمر في ممارسة التأمل، لن تحتاج إلى أيِّ شيء لتكون سعيداً بعد الآن، أنت ببساطة سعيد مهما حدث، وعندما تصل إلى هذه الحالة، لن تشعر بالوحدة، إنَّها مجرد عزلة.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى