مريض يشكو مريضا

[ad_1]

من الشكاوى العجيبة التي وصلتني، شكوى من مريض نُوِّم قبل فترة في أحد المستشفيات.
هل يشتكي هذا المريض من خدمات المستشفى، وهي محل شكوى عند الكثير؟
لا!
هل يشتكي من طريقة تعامل بعض الأطباء الصارمة التي لا تجعل بعضهم يتكرم حتى بمنح الابتسامة أو رقم للتواصل مع المريض؟
أيضا لا!
هل يشتكي من تجاهل بعض الممرضين والممرضات الذين يطلب المريض أحدهم المرة تلو الأخرى، ولا يجد تفاعلًا يوازي حاجته؟
أيضًا لا!
إذن ممن يشتكي؟
هذا المريض لا يشتكي من كل هؤلاء، بل يشتكي من إزعاج المرضى الآخرين ومرافقيهم، بأصواتهم وجوالاتهم وكل ما يملكون، فقد حوّل بعضهم المستشفيات -وأحيانًا في ساعات متأخرة من الليل- إلى مجالس لتبادل الخبرات والذكريات، بل وصالة سينما واحتفالات من خلال ما تبثه جوالاتهم بالصورة والصوت العالي، فهؤلاء المرضى المزعجون لم تمنعهم أوجاعهم من زيادة أوجاع الآخرين، ولم يمنع المرافقين مرض قريبهم من نشر الفوضى والضوضاء في المستشفى، والمشكلة أن البعض عندما يُنصح أو يبيّن له التذمر قد يرد بما لا يليق، ويرى أنه يمارس حقًّا من حقوقه، ولذلك لابد من النظام ونحن في دولة النظام، بفضل الله، فلا تعارض بين النصيحة وتطبيق النظام، وفي وثيقة الحقوق التي أصدرتها وزارة الصحة نص يقول: المحافظة خلال وقت الزيارة على نظافة المكان وعلى الممتلكات وعدم إزعاج الآخرين.
هذا في وقت الزيارة، فكيف في وقت راحة المرضى وخلوهم بآلامهم؟
ولذلك لابد أن تتابع المستشفيات هذا الوضع من خلال زيارات مسؤولي الأمن فيها للأجنحة، وتفعيل متابعة الشكاوى التي تصل، وعدم التساهل مع المزعجين، فمخاطر هذا الأمر ليست على المريض فحسب، بل حتى على المستشفى.
المريض تتزايد متاعبه وأوجاعه بعدم راحته في مكانه، والمستشفى يتحمَّل مسؤولية بقاء المريض فترة أطول من المعتاد، وفي هذا ضغط كبير عليه وعلى المرضى المنتظرين، بالإضافة إلى الانطباع الذي يخرج به المريض عن المستشفى من خلال فترة بقائه المزعجة فيه.
إن كان ولابد فليتم عزل المرضى المزعجين في أجنحة خاصة، ويُكتب عليها جناح المرضى المزعجين، أو جناح المرافقين المزعجين.
@shlash2020

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى