معنى الحياة يكمن بالاهتمام باللحظة الراهنة

[ad_1]

دعونا أولاً نلقي نظرة على الطريقة التقليدية لفهم الحياة بصفتها مساراً، هل ترى حياتك بصفتها مساراً؟ إذ إنَّ هذه الصورة تُستخدم غالباً في مجال النمو الروحي والشخصي، وهذا يعني أنَّنا نكافح من أجل الوصول إلى القمة، ونتغلَّب على الصعاب، ونصعد ونصعد ولا نعلم نحو ماذا بالضبط، ففي المجال الروحي، يمكن أن نقول إنَّنا نصعد نحو التنوير أو الحكمة أو اليقظة، بينما في مجال النمو الشخصي، قد نتخيَّل أنَّنا نتقدَّم نحو النجاح أو الثروة أو تحقيق الذات وما إلى ذلك.

نحن نقضي حياتنا في السير خلف وعودٍ لن نبلغها يوماً؛ إذ إنَّنا نتحرك دائماً نحو تلك القمة، فنذهب بدايةً إلى روضة الأطفال، ثمَّ نتطلَّع إلى دخول المدرسة الابتدائية، ثمَّ يحدثوننا عن روعة الذهاب إلى الكلية أخيراً، ثمَّ إلى الجامعة، وأخيراً بصفتنا مواطنين صالحين، نبدأ حياةً مهنية، وعلاقة، وربما عائلة، ويبدو أنَّنا اقتربنا أخيراً من ذروة حياتنا.

أيُّ قمة؟ وفي كثيرٍ من الأحيان يتبيَّن أنَّ هذه القمة تسريحٌ من العمل أو مرض، وبعد ذلك وذات يوم حين تختفي الشمس خلف الغيوم، نموت مثلها تماماً.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تحدد هدفك في الحياة

 

الآن، أين كانت تلك القمة؟ وهل فاتتني؟

الشيء الغريب هو أنَّنا لفترة طويلة نشعر أنَّ القمة تكمن في المستقبل، بعيدة تماماً عن متناول اليد، ثمَّ من لحظة إلى أخرى، تبدو وكأنَّها حدث في الماضي، وقد تجاوزتها فجأة وأصبحت من الماضي ولا يمكنك أن تتذكَّر تماماً ما كان يجب أن تكون عليه تلك القمة، كل ما تعرفه هو أنَّها فاتتك.

هذا محبط جداً، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو لم تكن الحياة مساراً؟ ماذا لو كانت الحياة مجرد نقطة؟ فليس للنقطة أبعاد، ولا يوجد قبل أو بعد، النقطة هي الآن، هذه اللحظة، وحالياً.

ماذا لو كانت هذه اللحظة الآن هي قمة حياتنا؟ وماذا لو كانت كل لحظة هي القمة؟ هذا هو، إذا عشناها بالفعل ولم نفوتها من خلال الحلم بالمستقبل.

ماذا لو كانت رائحة البن المطحون الطازج هي الذروة؟ ماذا لو كان العناق عند الباب في أثناء ذهابك إلى العمل هو قمة ما تريد؟

في الختام:

الأشياء من شأنها أن تتغيَّر؛ لذا علينا أن نركِّز على ما نستمتع به، وليس على الارتقاء في حياتنا المهنية؛ نتصفح أكثر، ونرقص أكثر، ونغني أكثر، ونضحك أكثر، ونحب أكثر، ونعانق أكثر، نشعر بالريح تداعب خصلات شعرنا، ونشاهد صعود القمر، ونستلقي في الشمس، ونلعب بالوحل، ونصارع الأمواج، ونرتدي أحذيتنا ذات الكعوب العالية، ونشعر بالحرية، الحرية في أن تكون جامحاً بعض الشيء، وأن نعيش قليلاً دون تخطيط، إذ سنستمتع بهذه اللحظة بالذات، والتي هي الحياة.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى