نادي “فلسطين” تشيلي.. حتى يبقى التاريخ حيًا | بوابة الاخبار

[ad_1]

بالستينو هو فلسطين وفلسطين هي بالستينو.

بـ«كوفية» فلسطينية تزين الأعناق، وأقمصة بالألوان الأحمر والأبيض والأخضر، يدخُل لاعبو فريق تشيلي أرض ملعبهم «Munic­i­pal de La Cis­ter­na» مُظهرين تضامنهم مع ما يحدُث على أرض تبعد آلاف الأميال. ما قصة نادي بالستينو تشيلي؟ 

وطن جديد 

فلسطين
صورة أرشيفية لفريق بالستينو المتوج بلقب الدوري التشيلي عام 1955.

ما لا تعرفه هو أنّ تشيلي تعد الموطن الأكبر للفلسطينيين خارج الشرق الأوسط، حيث تشير بعض التقديرات أنّ نحو نصف مليون فلسطيني سكنوا العاصمة سانتياغو والمدن التي حولها، لكن كيف حدث ذلك؟ 

 في البداية، وصلت أول مجموعة من المهاجرين في عام 1885 هربا من حرب القرم، ووصلت الدفعة التالية خلال الحرب العالمية الأولى، فيما استقرت الدفعة الثالثة في تشيلي في أعقاب حرب فلسطين عام 1948. 

انتقل أكثر من ثلاثة أرباع المهاجرين الفلسطينيين إلى تشيلي بين عامي 1900 و 1930. وكان معظمهم من أربع قرى: بيلين وبيت جالا وبيت ساحور وبيت صفافا، ومعظمهم من صغار المزارعين والحرفيين. 

اندمج الفلسطينيون سريعًا مع المجتمع التشيلي، وساعد على ذلك كون 95% من المهاجرين مسيحيين، ومع ذلك كانت هذه الفترة صعبة جدًا؛ لأن الفلسطينيين تم معاملتهم كمواطنين درجة ثانية. وهنا تبلورت فكرة إنشاء فريق لكرة القدم: لتعزيز تواجد هذه الأقلية، ومحاولة الانخراط أكثر داخل المجتمع الجديد، والأهم هو الحفاظ على الشعور بالانتماء للوطن المتروك. 

 نجحت مجموعة من هؤلاء المهاجرين الأوائل في تجارة النسيج، ومع الوقت اقتحمت الأجيال اللاحقة مجال السياسة، حيث وصل 35 شخصًا فلسطيني الأصل لمناصب سياسية رفيعة كوزير أو عضو داخل مجلس النواب. 

أثر الفراشة 

في عام 1920، اتخذت مجموعة المهاجرين قرارًا بإنشاء فريق بالستينو، الذي لعب في مسابقة استعمارية في أوسورنو. قبل أن يتخذ بعض أثرياء الأقلية الفلسطينية قرارًا جديدًا بتحويل الفريق لفريق محترف عام 1952، ليشارك في دوري الدرجة الثانية، قبل أن يحصد لقبها ويصعد لدوري الدرجة الأولى. 

في الواقع، لا يمتلك فريق بالستينو تشيلي تاريخًا كبيرًا، حيث تعد أكبر إنجازاته حصد لقب الدوري التشيلي في مناسبتين عامي 1955 و1978، والوصول لنصف نهائي كأس ليبرتادوريس عام 1978.  لكن في الحقيقة هذا لا يهم. 

مبدئيًا، أدى هذا الارتباط بين فلسطين وتشيلي إلى محاولة مجموعة من التشيليين الذي لا يمكنهم التحدُّث بالعربية من الأساس الذهاب إلى أرض أسلافهم لتمثيل المنتخب الفلسطيني. وفي ظل القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال على تحركات الرياضيين بين الضفة الغربية وغزة، كان هؤلاء اللاعبين هم النواة التي بني عليها قوام المنتخب الفلسطيني في فترات مختلفة. 

فلسطين
لاعبو فريق بالستينو التشيلي بالكوفية الفلسطينية.

لكن الأهم، كان صعود اسم نادي بالستينو تشيلي تحديدًا في يناير 2014، تزامنًا مع قصف غزة. وقتئذٍ، وعلى بعد ما يدنو من 10 ألاف ميل عن عنف الاحتلال، سار لاعبو الفريق الفلسطيني داخل أرض ملعبهم بالعاصمة التشيلية سانتياغو مرتدين أقمصة تحمل الرقم «1»، والذي تم تصميمه على شكل خريطة فلسطين بالعام 1947، أي قبل إنشاء الكيان المحتل. 

هذا التضامن، وبفضل الانترنت، جذب انتباه العالم لهذه القضية، التي ظلت غامضة بالنسبة للجانب الآخر من العالم لسنوات طويلة. 

بالطبع، تم تغريم نادي بالستينو بسبب هذا القميص بتهمة الخلط بين السياسة والرياضة. 

يرى سيباستيان مانريكيز، المُعلِّق التشيلي، أنّ شريحة عريضة من الشعب التشيلي تساند القضية الفلسطينية وتُقدّر مشجعي نادي بالستينو. حسب رأيه، اتضح ذلك عبر شجب روابط مشجعي أندية الدرجة الأولى الغرامة الموقّعة على النادي بسبب قصة القميص. 

القميص فقط يثير الغضب

بالنسبة لنا، فلسطين الحرة هي فلسطين التاريخية، لا شيء أقل. 

بيان نادي بالستينو تشيلي عقب الإجبار على تغيير تصميم قميص الفريق. 

فلسطين

يمتلك نيكولا هدوى شهوان، المدير الفني السابق لمنتخب فلسطين ونادي بالستينو، وجهة نظر منطقية بشأن الغضب من قميص الفريق. حسب رأيه، الذي نشره في شكل بيان في صحيفة «لا تيرثيرا» عام 2014، لا يمكن أن تزعج لفتة النادي التشيلي الذي وضع على قميصه خريطة البلد الذي أتوا منه سوى هؤلاء الذين يريدون الاستيلاء على الأراضي بالقوة. 

طبقًا لأحد المصادر الخاصة بمجلة «The Nation» الأمريكية، الذي رفض أن يكشف هويته، دافع أصحاب الأصول الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع التشيليين عن حقوق الشعب التشيلي أثناء فترة حكم الدكتاتور بينوشيه خلال الفترة ما بين 1973 و1990. فيما كان نفس الكيان الذي سبق واحتل فلسطين هو الداعم الرئيسي لهذا الدكتاتور. 

في الواقع، لم يعد هنالك المزيد من اللاعبين والمدربين التشيليين الذين يصلون إلى فلسطين من أجل تمثيل بلاد أسلافهم منذ عقد تقريبًا، لكن مع ذلك، يدخل لاعبو بالستينو كل مباراة وهم يعلمون جيدًا أن نحو 11 مليون فلسطيني حول العالم يكترث لأمرهم؛ لأن بقاء هذا الفريق حيًا، يعني بالتبعية بقاء التاريخ حيًا. 

المصادر: 

1- بالستينو: أحد أندية كرة القدم الفريدة حقًا. 

2- تشيلي تحظر قميص نادي بالستينو لكرة القدم.

3- حيث تمتزج كرة القدم والسياسة: نادي كرة القدم «الفلسطيني» في تشيلي.

4-إسرائيل، فلسطين، بينوشيه… وقميص كرة القدم؟

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى