هل تمتلك العناصر الضرورية للنجاح؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب الأميركي إيفان ترافر (Evan Tarver)، ويخبرنا فيه عن تجربته في ضرورة امتلاك العناصر اللازمة للنجاح.

هل لديك هدف طويل الأمد يستحق المتابعة، أو رؤية للحياة التي تريد أن تعيشها؟

على الرَّغم من أنَّ العزيمة ضرورية لتحقيق أيِّ هدف، إلا أنَّ الهدف نفسه هو الأكثر أهمية؛ فالهدف الذي يستحق التحقيق يولِّد ولادة طبيعية العزيمة داخل الشخص الذي يحاول تحقيقها؛ لذا بدلاً من أن تسأل نفسك ما إذا كان لديك الشجاعة اللازمة لتحقيق هدفك، اسأل نفسَك عمَّا إذا كان لديك الهدف الضروري لتحقيق المستوى المطلوب من العزيمة.

بهذه الطريقة، وعندما تواجه بعض المشكلات في أثناء مسارك – وهو ما سيحدث بالتأكيد – سيكون لديك سبباً للمثابرة؛ وذلك لأنَّك تعلم أنَّ الاتجاه الذي تسلكه هو الاتجاه الصحيح؛ إذ تمنحك رؤيتك لتحقيق هدفك طويل الأمد المثابرة لبلوغ النجاح بواسطة قوة الإرادة المطلقة إذا لم يكن هناك شيء آخر.

لذا، تمهل وحدِّد رؤيتك وهدفك بعيد الأمد وتوقف عن متابعة مسارك الحالي، خاصةً إذا كان السبب الوحيد الذي يجعلك تتبعه هو ما كنت تفعله دائماً، أو لأنَّه الشيء الطبيعي الذي يجب القيام به، فإذا لم يكن مسار حياتك الحالي مدفوعاً بهدف أو رؤية مهيمنة، توقف عن المسير.

إن لم يكن هذا الهدف عظيماً مثل حلِّ مشكلة المجاعة في العالم؛ بل هو توفير مبلغ معين من المال أو تسديد الديون، فإذا كان الهدف مفيد بالنسبة إليك؛ فإنَّه يستحق المتابعة بدرجة كافية، وبعد تحديد توجهك لفهم هدفك ورؤيتك، ستواجه سيناريوهين:

1. ستواجه الصعوبات والمشكلات في أثناء تقدُّمك:

وستشعر بالرغبة في الاستسلام وتسأل نفسك: “هل يستحق الأمر كلَّ هذا العناء؟” وستشعر بالإرهاق وتفتقر إلى العزيمة وستدرك أنَّه بسبب هذا النقص في العزيمة، فإنَّ الهدف الذي حددته لم يكن الهدف الذي رغبت فيه بشدة، وستدرك حينها حقيقة أنَّك بحاجة إلى العودة إلى البداية، وإعادة تحديد هدفك ورؤيتك المستقبلية؛ لتكون جديرة بما يكفي لمنحك العزيمة اللازمة للمثابرة.

شاهد: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

 

2. ستواجه الصعوبات والمشكلات في أثناء تقدُّمك:

وستشعر بالرغبة في الاستسلام، وتسأل نفسك: “هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟”، وستشعر بالإرهاق وتفتقر إلى العزيمة، وفي نفسِ الوقت ستغضب من نفسك لأنَّك فكرت بهذه الطريقة؛ ففي أصعب لحظات الأزمات، ستعيد اكتشاف الشغف، والمثابرة للمضي قدماً نحو هدفك، وستدرك في تلك اللحظة أنَّه لا يوجد خيار لك سوى تحقيق هدفك، وقد تضطر إلى تعديل خططك، لكن لن تكون مجبراً على تعديل رؤيتك.

توجد فكرة مشتركة بين هذين السيناريوهين، وهي أنَّك سوف تمرُّ بأوقاتٍ تزداد فيها الصعوبة، وتواجه فيها بعض الأزمات؛ فهو أمرٌ لا مفر منه، لكنَّك ستعرف بواسطة ذلك ما إذا كان هدفك هو الهدف المناسب لك أم لا، وستدرك بطريقةٍ ما أنَّ الأزمات هي أفضل ما يمكن أن تواجهه؛ فهي ستعزز قناعتك أو ستنبِّهك مسبقاً بضرورة إعادة تحديد مسارك، وفي النهاية ستوفر عليك هدر الوقت.

لكن، أعلم أنَّ العزيمة هامة أيضاً؛ إذ يمكن للأشخاص الذين لديهم قدر كبير من العزيمة المثابرة في أيِّ موقف تقريباً؛ لذلك في أثناء تحديد هدفك أو رؤيتك، والتي ستقوي عزيمتك، تحتاج أيضاً إلى تقوية أخلاقيات عملك.

يمكنك القيام بذلك عن طريق زيادة ثباتك الذهني؛ فأيَّاً كان ما تواجهه في الحياة، اعلم أنَّه سيتعين عليك العمل الجاد، وإتمام ما بدأت به؛ سواء كنت تعمل في وظيفة قد لا تعجبك، أم أنَّك تفي ببعض الالتزامات، واجه ذلك بعزيمة لا يعرفها الشخص العادي، وابنِ تلك الصلابة الذهنية التي ستسمح لك بالمثابرة في مواجهة أيَّة عقبة.

بعد ذلك، عندما تجد الرؤية التي تمنحك هدفاً سامياً، ستكون عزيمتك موجودة بالفعل، ممَّا يجعل من المستحيل تقريباً التفكير بأيِّ شيء سوى النجاح.

المصدر


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى