12 طريقة علمية لتعلم أي شيء أسرع وبذكاء أكبر

قد لا تتمتع بذاكرة صورية، ولكن على الأقل يمكنك اتباع بعض النصائح القابلة للتنفيذ لتسريع عملية التعلم والاحتفاظ بالمعلومات بصورة أفضل:

كيف تتعلم أي شيء بسرعة؟

 

1. مارس تأمل اليقظة الذهنية:

لا تستخف بتأمل اليقظة الذهنية ظاناً أنَّه مجرد تمرين يوغا تغمض فيه عينيك؛ فهناك دليل علمي دامغ على أنَّ التأمل يحسِّن التعلُّم ويقلل من مستويات القلق، ويساعد الأشخاص على تجربة نوع من الصفاء الذهني الضروري للتعلُّم الفعال.

كما توجد طرائق أخرى لتجربة تأمل اليقظة الذهنية، إذ يمكنك فتح عينيك ورؤية العالم والإنصات له دون إطلاق الأحكام. ويمكنك أيضاً إغلاق عينيك والإنصات بعناية لمحاولة التقاط أكبر كمٍّ ممكن من الأصوات؛ لذا خفف من سرعة تنفسك واشهق ملء رئتيك لمحاولة سماع أكبر قدر ممكن من الأصوات، بدلاً من أن تغرق في التفكير الزائد.

2. احظ َبقسط كافٍ من النوم:

تُظهِر الدراسات وجود صلة بين الحرمان من النوم وسوء النتائج الأكاديمية؛ والمعادلة بسيطة هنا، فإن لم تحصل على كفايتك من النوم، فسوف تعاني صعوبةً في التعلم والاحتفاظ بالمعلومات؛ لذا حدد مقدار النوم الذي تحتاجه كل ليلة، والتزم بأوقات نوم واستيقاظ ثابتة، وستلحظ تحسناً في درجاتك وأدائك الوظيفي.

3. تغذَّ جيداً:

إن احتوت حميتك الغذائية على نسب عالية من الدهون المشبعة والسكر المكرر والأطعمة المصنعة؛ بدلاً من الفواكه والخضروات الطازجة، فستحرم نفسك وعقلك من الغذاء الصحي.

ترتبط النظم الغذائية الغنية بالأغذية المصنعة بضعف نتائج التعلم؛ فقد وجد الباحثون أنَّ الأنظمة الغذائية غير الصحية المليئة بالدهون المشبعة والسكر المكرر، تؤثر سلباً في عمل الحُصين وتكوين الذاكرة، وهما أمران ضروريان للتعلم السريع والفعال.

لهذا السبب، إن كنت تبحث عن طرائق للتعلم بصورة أسرع وأكثر ذكاءً، فامتنع عن تناول الوجبات الخفيفة، وانتقل إلى نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة، واشتر اللحوم الطازجة الخالية من الدهون من اللحام مباشرةً، وابتعد عن اللحوم المجمدة المصنَّعة.

شاهد بالفيديو: 8 بدائل طبيعية يمكن استعمالها عوضاً عن السُكّر

 

4. مارس الرياضة:

تُعدُّ ممارسة التمرينات المنتظمة على مدار الأسبوع طريقةً فعالةً للتعلم أفضل وأسرع؛ إذ تعزز التمرينات الرياضية عمل الحُصين كما يفعل النوم الكافي، مما يعني أنَّ عقلك سيصبح أكثر قدرةً على الاحتفاظ بالمعلومات.

أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران أنَّ اعتماد عادات التمرينات الرياضية بعد أكثر من عام على الخمول، قد أحدث تأثيراً عكسياً لتراجع نشاط الحُصين بنحو 50٪، مما يعني أنَّ الأوان لا يفوت أبداً على التريُّض (ممارسة الرياضة)؛ لذا اسعَ إلى جدولة ثلاثة جلسات تمارين هوائية أسبوعياً تستمر كل واحدة فيها لمدة 30 دقيقة على الأقل، وذلك للحفاظ على صحة الحُصين.

5. ركِّز على شيء واحد في كل مرة:

يعتقد الكثير من الناس أنَّهم بارعون في أداء مهام متعددة في وقت واحد، وأنَّ بمقدورهم الاستماع إلى الموسيقى والتركيز على الدروس التعليمية الافتراضية على الإنترنت في آن واحد؛ لكنَّ هذه محض أوهام، فإن كنت تبحث عن طرائق للتعلم أسرع وبذكاء أكبر، فأغلق جميع علامات التبويب على متصفحك غير المتعلقة بالمهمة التي بين يديك، ثم تابع الانتقال لغيرها كل واحدة على حدة.

تتمثل إحدى طرائق التفكير في هذا الأمر بما يُعرف بنظرية “عنق الزجاجة المعرفية”، والتي تنص على أنَّه: ليس بإمكاننا الاهتمام بجميع مدخلاتنا الحسية في آنٍ واحد؛ فلا تظنَّ أنَّ بإمكانك حشد جميع المدخلات الحسية كمشاهدة التلفاز والانتباه للمحاضرة عبر الإنترنت والاستماع إلى الموسيقى في أثناء التحدث إلى صديق ويكون ذهنك حاضراً لها جميعاً في نفس الوقت، فلا يُقدَّر لبعض المدخلات تجاوز عنق الزجاجة لتصل إلى التفكير الواعي.

وقد أكدت إحدى الدراسات نظرية عنق الزجاجة المعرفية موضحةً أنَّه ليس بمقدور الطلاب الاحتفاظ بأكبر قدر من المعلومات أو التعلم بكفاءة عندما يمارسون تعدد المهام؛ لذا حافظ على البساطة وابتعد عن عوامل التشتيت، وتعلم الأشياء كل واحد على حدة.

6. لا تقلق إزاء أسلوب تعلُّمك:

ربما قرأت عن أساليب التعلُّم وكيف يساعدك معرفة أسلوب التعلُّم الخاص بك على التعلم أفضل؛ لكن اتضح عدم وجود أيِّ دليل علميِّ يؤكد صحة أنَّ هنالك أساليب تعلُّم أفضل من غيرها.

ترجع نظرية أساليب التعلُّم إلى “نيل فليمنغ” (Neil Fleming) في التسعينيات، والتي اكتسبت شهرةً في العقود الأخيرة؛ لكنَّ هذا لا يجعلها مرجعاً لتحسين عملية التعلُّم؛ فمن الجيد معرفة المدخلات التي تُفضِّلها سواء كانت مرئية أم سمعية أم حسية حركية أم عن طريق القراءة والكتابة، ولكنَّ أساليب التعلم هي مجرد تفضيلات تختلف من شخص لآخر.

بدلاً من محاولة إجبار نفسك على تعلم كل شيء بأسلوب واحد تفضله، ركِّز أكثر على اختيار أسلوب التعلم حسب المادة التي بين يديك؛ فمثلاً إن كنت تحاول حفظ المفردات في اختبار كتابي، فمن المنطقي أن تخلط بين التعلُّم القرائي الكتابي والمرئي، أما إن كنت تحاول تعلُّم كيفية إجراء محادثة بلغة جديدة، فيجدر بك اختيار أساليب التعلُّم السماعية والحسية الحركية.

لا تقلق كثيراً بشأن أساليب التعلُّم؛ بل نوُّع فيما بينها وجربها جميعها.

7. جرِّب التكرار المتباعد:

يمكن للتكرار المتباعد أن يساعدك على التعلُّم بصورة أفضل، وهو عبارة عن نظام تختبر فيه نفسك لتكتشف معرفتك أمراً ما، وتظهر نتائجه أفضلَ باستخدام مجموعة مادية أو رقمية من البطاقات التعليمية عندما تكون بحاجة إلى تعلم كثير من المعلومات البسيطة؛ فتضع المعلومات التي عرفت الإجابة عنها في مجموعة، وتذهب الخاطئة إلى مجموعة أخرى، وبذلك تختبر نفسك بشأن المعلومات التي تكرَّر خطؤك فيها أكثر من نظيرتها الصحيحة، وفي النهاية تحتفظ بالمعلومات التي أجبت عنها بشكل صحيح أكثر فأكثر، حتى تصبح في الذاكرة طويلة الأمد، وفي تلك المرحلة، يمكن لك القول أنَّك قد تعلَّمت بالفعل!

أثبتت الدراسات العلمية فاعلية تقنية التكرار المتباعد؛ فهو يُعزِّز الذاكرة ومهارات حل المشكلات ويؤدي إلى تحسُّن كبير في التعلم على الأمد الطويل، كما يمكنك استخدام أحد أنظمة التكرار المتباعدة المسمى “أنكي” (Anki)، كما بإمكانك العثور على معلومات عبر الإنترنت حول كيفية إنشاء نظام بطاقات أنكي (Anki) التعليمية المادية الخاصة بك، أو تنزيل تطبيق ينشئ لك نظام أنكي (Anki) الرقمي.

8. جرب وسائل الاستذكار:

تُعدُّ وسائل الاستذكار إحدى الحيل الفعالة في تسريع عملية التعلُّم وجعلها أكثر ذكاءً، وتعتمد ببساطة على عملية تجزئة المعلومات باستخدام الأحرف الأولى أو الاختصارات.

من منا لا يتذكر كلمة “سألتمونيها” التي تعلمناها في المدرسة وتجتمع فيها جميع أحرف الزيادة في اللغة العربية، وكيف سهَّلت علينا استذكار هذه الحروف؟ الفكرة هنا أنَّه من الأسهل لنا تذكر شيء واحد بدلاً من عشرة، وبذلك تكون الأحرف الأبجدية العشرة الزائدة موجودةً أمامنا، فلا نجد صعوبةً في استذكارها.

تؤكد الأبحاث أن وسائل الاستذكار تسرع عملية الاحتفاظ بالمعلومات، وتحسِّن الاستدلال المنطقي الصحيح، مما يؤكد فائدتها.

9. تعلَّم عن طريق اللعب:

التلعيب هو أن تحول شيئاً ما ليس لعبة إلى ما يشبه اللعبة إلى حد كبير، عن طريق إضافة عناصر اللعبة مثل النقاط أو المنافسة أو المكافآت أو الأهداف.

فمثلاً، بإمكانك تحويل تنظيف المنزل إلى لعبة بأن تقوم بها خلال زمن محدد، أو تتنافس مع شخص آخر لتنظيفه أسرع.

كما يمكنك التعلُّم عن طريق اللعب بتحويله إلى منافسة، فتحفِّز نفسك عن طريق إضافة نظام تسجيل نقاط أو وضع زمن معين، تشير الدراسات إلى تعزيز هذه الممارسات للحافز والانخراط والإنجاز الأكاديمي والتواصل الاجتماعي.

10. ارتجل:

ليس المقصود بالارتجال هنا اختلاق الأشياء كلما أردت، فللارتجال مبادئ يجب اتباعها كي يكون الجميع على وفاق، فعندما يتفق المرتجلون مع أفكار بعضهم بعضاً، ويؤسسون واقعاً من صنعهم، فإنَّهم يبنون مستوى من الثقة مع بعضهم بعضاً يعود عليهم بفائدة عظيمة؛ إذ يساعد الارتجال أو مجرد إضافة مبادئ ارتجالية إلى حياتك الاعتيادية على تخفيف القلق وتعزيز الإبداع والتعاون؛ ففي إحدى الدراسات، ساعدت المشاركة في ورشة عمل ارتجالية طلاب المدارس الثانوية على فتح قريحتهم الأدبية؛ ولهذا السبب قد ترغب في تجربة التفكير الارتجالي لتعزيز عملية التعلُّم الخاصة بك، مما يعني تقبُّل الأخطاء، والرغبة في تبني الأفكار والإضافة إليها، وعدم التصرف بسلبية أو إطلاق الأحكام.

11. فكِّر ملياً:

إن جعلت استراتيجية التفكير ملياً جزءاً من عملية التعلُّم، فستتعلم أسرع وبذكاء أكبر؛ ففي إحدى الدراسات، تفوق الطلاب الذين طُلب منهم التفكير ملياً في تقدمهم؛ على الطلاب الذين لم ينهجوا استراتيجية التفكير تلك.

لذا إن أردت التعلم بزمنٍ أسرع وبكفاءة أكبر، ففكر في تقدمك بشكل دوري، واسأل نفسك بعض الأسئلة وضع بعض الأهداف القابلة للتحقيق، كأن تسأل نفسك ما إذا كانت خطتك الحالية ناجحة، والأسباب التي أدت إلى نجاحها أو إخفاقها، والأمور التي كابدت لتحقيقها، فبهذه الطريقة لن تستمر في تكرار نفس العادات غير الفعالة أو غير المجدية؛ بل ستكون قادراً على إحداث التغير كي تحظى بعلم يُنتفع به.

12. اطلب التغذية الراجعة:

في حال رغبت في اكتساب المزيد مما تتعلمه، فادمج التغذية الراجعة التي قدمها الآخرون بالتفكُّر الذاتي، إذ تُظهر الأبحاث أنَّ الطلاب الذين يجمعون بين التغذيات الراجعة والتفكير الجدي، يحققون الفوائد المرجوة من تعلُّمهم؛ لذا ابحث عن مرشدٍ أو مستشار خاص ليمنحك تغذيةً راجعةً صادقةً ومثمرةً، فتتمكن من وضع أفضل خطة لتحسين عملية تعلُّمك.

الخلاصة:

التعلُّم عملية معقدة تتطلب منك إدارة التوتر والاهتمام بصحتك الجسدية ورسم خطط تعلُّم وتحسينها لتحقيق نجاح ما بعده نجاح.

وهنالك بالطبع بعض الطرائق التي تساعدك على تسريع وتيرة تعلمك مثل: استخدام وسائل الاستذكار والتكرار المتباعد وغيرها مما ذكرناه في مقالنا هذا؛ ولكن في المحصلة النهائية، ستحقق نتائج مبهرة عبر اتباع نهج أكثر شمولاً للصحة العامة والسلامة أكثر من الحيل التي تتعلمها من مصدر أو آخر.

 

المصدر


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى