5 طرق لتحسين حياتك

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “مارك كرنوف” (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 5 طرائق لتغيير حياتك.

من الصعب الإجابة عن سؤال شامل وواسع مثل هذا، لكن ها هي محاولتي للإجابة عنه، قائمة مختصرة من 5 طرائق واستراتيجيات أعيش وَفقاً لها أنا وزوجتي “آنجل” (Angel)، قائمة تستحق العمل عليها بصرف النظر عن عمرك أو ما تقرِّر فعله لبقية حياتك:

1. التركيز على الحاضر أكثر من المستقبل:

من الجيد التخطيط للمستقبل، لكن ليس على حساب حاضرك بالكامل، فبصرف النظر عن مدى ذكائك أو مدى صعوبة المحاولة، لا يمكنك معرفة المستقبل بدقة، حتى الأشخاص الذين لديهم خطة منهجية، لا يعرفون ما سيحدث في المستقبل، وإذا كان لديهم أي يقين، فهم ساذجون؛ إذ نادراً ما تسير الحياة كما هو مُخطَّط لها.

من بين كل شخص نجح في فعل ما خطَّط له بالضبط في الإطار الزمني المحدَّد الذي حدَّده للقيام بذلك، ثمَّة العشرات من الأشخاص الآخرين الذين يبدؤون بقوة ولا يحقِّقون أهدافهم، وإذا حدث هذا لك، فهذا ليس بالأمر السيِّئ، فقد تأتي عقبات وفرص جديدة لتغيير وجهة نظرك، أو لتقوية عزيمتك، أو لتغيير حياتك نحو الأفضل، وقد لا يكون الهدف الذي سعيت إليه يوماً ما موجوداً اليوم.

مثلاً، قبل بضع سنوات فقط لم يكن العمل الذي يرغب به معظم الناس في شركات، مثل “غوغل” (Google)، و”فيسبوك” (Facebook)، و”تويتر” (Twitter) موجوداً؛ لذا إذا لم تتمكَّن من التخطيط لمستقبلك بالكامل، فماذا يجب أن تفعل؟ ركِّز على الحاضر أكثر ممَّا تركِّز على المستقبل، وهذا سيفيدك بصرف النظر عمَّا يجلبه المستقبل.

على سبيل المثال، اقرأ، واكتب، وتعلَّم، ومارس المهارات المفيدة، واختبر مهاراتك وأفكارك، وكن مغامراً، وابحث عن تجارب من العالم الحقيقي، وكوِّن علاقات صحية؛ إذ ستساعد هذه الجهود في أي ظروف مستقبلية تعترض طريقك، وأظنُّ أنَّ إحدى أفضل الطرائق للبدء بكل هذا هي بناء شيء صغير في وقت فراغك.

يقضي معظم الأشخاص أوقات فراغهم في القيام بأشياء غير هامَّة، مثل مشاهدة التلفاز، ولعب ألعاب الفيديو، وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك، وبعد عام من ذلك، لن تحصل على أي فائدة من هذه العادات، لكن إذا كنت ترسم كل يوم، أو مارست مهاراتك في تصميم مواقع الويب، أو كتبت في مدونة، أو أنشأت قناة على منصة “يوتيوب” (YouTube)، أو بدأت في بناء مشروع عمل، أو قضيت وقتاً أطول في التواصل مع الأشخاص المناسبين، ففي نهاية العام ستكون قد بنيت شيئاً هامَّاً.

ستمر أيضاً ببعض التجارب الرائعة؛ تجارب يمكنك ذكرها وقول: “لقد صنعتُ ذلك، وتعلَّمتُ هذا”، وهو أمر للأسف لا يستطيع معظم الناس فعله، كما يجب الإشارة إلى أنَّه قد يبدو من الأسهل على الشباب القيام بهذه الأشياء، إلاَّ أنَّنا جميعاً نستطيع أن نتَّخذ خطوات صغيرة في الاتجاه الصحيح يوماً بعد يوم لبقية حياتنا.

2. التركيز أكثر على الرحلة:

إنَّ التجربة الأكثر إنتاجية وفائدة ليست في تحقيق شيء تريده، لكن في السعي إلى تحقيقه، فما يهم هو الرحلة نحو أفق لا نهاية له؛ الأهداف التي تمضي قدماً معك وأنت تسعى إليها، فالأمر كله يتعلَّق بالسعي وما تتعلَّمه في أثناء ذلك، وأهم سبب للانتقال من مكان إلى آخر هو رؤية الطريق بينهما، في المنتصف إذ تجد الحب والشغف، وتكتسب القوة، وتصنع الذكريات، أي لا يمكنك عيش أي من ذلك دون عيش رحلتك؛ بمعنى آخر، الرحلة الصحيحة هي الوجهة.

شاهد بالفديو: 15 طريقة بسيطة لتطوير الذات قد تغير حياتك

 

3. القيام بالأشياء الصعبة:

اختلاق الأعذار هو ما يعوق تقدُّمك، وإذا أردت المضي قدماً، فافعل أشياء تجعلك غير مرتاح؛ أشياء لا تجيدها، فلا يوجد أي عذر لتبقى متعثراً في مكانك، ولا يوجد أي عذر لارتكاب نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، فالحياة قصيرة جداً، وعليك توسيع حدودك لكي تتحرَّر، ومن أهم المهارات التي يمكنك تطويرها في الحياة هي أن تتقبَّل مستوى معيَّن من الانزعاج؛ لأنَّه غالباً ما يكون من الصعب الحصول على أفضل الأشياء.

إذا هربت من الصعوبة وعدم الراحة، فسوف تخسر التجربة، فإتقان مهارة جديدة أمر صعب، وبناء الأعمال أمر صعب، وكتابة كتاب أمر صعب، والزواج أمر صعب، وتربية الأطفال أمر صعب، والحفاظ على لياقتك أمر صعب، لكن كلها أمور رائعة وتستحق كل جهد يمكنك بذله.

إذا كنت جيداً في القيام بالأشياء الصعبة، فيمكنك فعل أي شيء، كيف تجيد هذا؟ افعل عمداً أشياء غير مريحة اليوم، وابدأ بخطوات صغيرة، حاول ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، حتى لو كان ذلك صعباً، وكرِّر هذه الممارسة كل يوم لمدة شهر قبل زيادة مدة التمرين ولو لدقائق معدودة.

جرِّب التدوين أو التأمل كل يوم لمدة عشر دقائق، وعندما تجد نفسك تتجنَّب الانزعاج أو المماطلة، ادفع نفسك أكثر، لكن لا تعمل لأكثر من عشر دقائق، الأمر كله يتعلق بالبدء على نطاق صغير، وبناء طقوس يومية تقوِّي تدريجياً عقلك وجسمك، وتتيح لك القيام بأشياء صعبة دون عناء على الأمد الطويل.

4. تقبُّل عدم اليقين:

ترتبط مهارة القيام بالأشياء الصعبة في تقبُّل عدم اليقين، فبدء عمل تجاري، على سبيل المثال، هو شيء رائع يجب القيام به، لكن إذا كنت خائفاً من عدم اليقين، لن تستطيع تحقيق هدفك، ربما لا يمكنك أن تعرف بالضبط كيف ستكون النتيجة، ومن ثمَّ إذا كنت تحتاج إلى معرفة كيف ستكون النتائج، فستتجنَّب الفرص والمشاريع المهنية والعلاقات التي تغيِّر حياتك وما إلى ذلك.

لكن إذا كنت متقبِّلاً للشعور بعدم اليقين، فسوف تفتح الباب أمام مجموعة لا حصر لها من الاحتمالات، لكن لن تحقِّقها بسهولة، ففي بعض الأحيان لن تكون قادراً على معرفة إلى أين أنت ذاهب؛ إذ ستبدو كل خطوة غير مؤكَّدة، لكن اعلم أنَّه طالما أنَّك تتبع حدسك وتتخذ خطوات صغيرة، فإنَّ شعورك الداخلي سيرشدك إلى غايتك؛ إذ ستجد أنَّك ستكون الشخص المناسب، في المكان المناسب، في الوقت المناسب، وتفعل الشيء الصحيح في الوقت المناسب، ثق بحدسك واسترخِ، فأنت تعرف ماذا تفعل.

تعني الحياة التعلُّم في أثناء تقدمك وهي محفوفة بالمخاطر، ففي كل قرار، وكل تفاعل، وكل خطوة، وفي كل مرة تنهض فيها من السرير في الصباح، فإنَّك تخاطر قليلاً، فتعني الحياة أن تنهض من فراشك وأنت على يقين من قدرتك على مواجهة أي مخاطر، في حين عدم النهوض من الفراش، والتشبُّث بأوهام الأمان، يعني أنَّك حكمت على نفسك بالموت البطيء.

إذا تجاهلت مشاعرك وتركت عدم اليقين يسيطر عليك، فلن تعرف أبداً أي شيء، ومن نواح كثيرة سيكون هذا الجهل أسوأ من اكتشاف أنَّ حدسك كان خاطئاً؛ لأنَّك إذا كنت مخطئاً، يمكنك إجراء تعديلات والاستمرار في حياتك دون النظر إلى الوراء.

عندما تتقبَّل الانزعاج وعدم اليقين، يمكنك القيام بكل الأشياء الرائعة التي تبدو مستحيلة الآن؛ كالسفر حول العالم، والعيش على نحو مقتصد في أثناء التدوين عن مغامرتك هذه، وكتابة كتاب، وبدء عمل تجاري صغير مربح، والانتقال إلى مدينة جديدة، وتعلُّم العزف على آلة موسيقية، والحصول على وظيفة مع شركة ناشئة تعجبك، وغير ذلك الكثير؛ إذ يمكن تحقيق كل هذه الأفكار في وقت قصير نسبياً، لكن عليك قبول عدم الراحة وعدم اليقين، وعليك أن تبدأ عاجلاً وليس آجلاً.

شاهد بالفديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟

 

5. بناء العلاقات المناسبة ورعايتها:

يوجد أشخاص مناسبون وأشخاص غير مناسبين لك، ويوجد أشخاص مزيَّفون، وثمَّة من هم أصدقاء حقيقيون ورفاق درب مخلصون، لديك الخيار في تحديد من تقضي الوقت معه؛ إذ يتمتَّع الأصدقاء الحقيقيون في حياتك الشخصية أو المهنية بقلب صادق، وسيبذلون قصارى جهدهم لمساعدتك عندما تكون في أمسِّ الحاجة إليهم؛ لذا حافظ على الأشخاص الذين لم يخذلوك أبداً، وأوفوا بوعودهم.

إذا كنت تنفق وقتك وطاقتك على علاقات غير مُجدية، أو على عديد من الأنشطة التي تجبرك على إهمال علاقاتك الطيبة، فقد ينتهي بك الأمر في حلقة مُملَّة من الصداقات العابرة والرومانسية السطحية التي لا معنى لها، وشعور عام بالتساؤل عن سبب عدم نموك، وسعيك الدائم خلف المودة والإعجاب.

نظراً لأنَّ هذا الموضوع يتعلَّق بالنجاح المهني، فتحدَّث إلى كثير من الأشخاص كل يوم، حتى لو شعرت بعدم الراحة، تحدَّث إلى الرؤساء، والزملاء، والموظفين، والأساتذة، وأعضاء النادي الاجتماعي، والجيران، والأصدقاء، لكي تكوِّن شبكة معارف.

بالنسبة إلي لقد عملتُ لدى ثلاثة أرباب عمل منذ تخرجي في الكلية، وتركت جميع أرباب العمل الثلاثة باختياري وبظروف جيدة، وبدأت بعملي الخاص، لكنَّني أجريت مقابلة مع رب العمل الأول فقط وعرض عليَّ الآخران وظائف حتى قبل إجراء مقابلة رسمية؛ وذلك بناءً على توصية مدير التوظيف؛ وهو شخصٌ كنت قد تواصلت معه على مرِّ السنين.

عندما يسعى أرباب العمل إلى ملء منصب، فإنَّ أول شيء يفعلونه غالباً هو سؤال الأشخاص الذين يثقون بهم عمَّا إذا كانوا يعرفون شخصاً مناسباً لهذا المنصب، فإذا بدأت في بناء شبكة علاقاتك اليوم، فستكون جاهزاً في السنوات القادمة، ومع مرور الوقت، ستستمر في التحدث إلى أشخاص جدد تقابلهم من خلال شبكتك الحالية، وستستمر الفرص المرتبطة في التزايد طوال مدة حياتك.

مرة أخرى؛ قد يبدو هذا أسهل للشباب، لكنَّه ممكن لنا جميعاً؛ إذ يتطلَّب الأمر مجهوداً فقط، فالمفتاح الأساسي هو أن تكون جديراً بالثقة في علاقاتك، فعندما يُمنَح شخص ما فرصة عمل، فإنَّ الخوف الأكبر هو أن يكون هذا الشخص ليس جديراً بالثقة، فمن المُرجَّح أن يكون الشخص الذي صنع سمعة حسنة على مرِّ السنين أكثر موثوقية، ومن المرجَّح تزكيته أكثر من غيره.

لذا تعلَّم أن تكون جديراً بالثقة من خلال الصدق، والاعتراف بالأخطاء وإصلاحها، والقيام بما يتجاوز واجبك في علاقاتك الشخصية والمهنية كلَّما أمكنك ذلك، فإذا التزمت بهذا، فستبني سمعة طيبة، وسيقدِّرك الناس ويؤيِّدونك، وهذه أفضل طريقة للحصول على وظيفة، أو مستثمر تجاري، أو صديق جيد آخر.

في الختام:

إذا اتَّبعت الطرائق التي نُوقِشت أعلاه، فستكون ناجحاً ومتقدِّماً على معظم الأشخاص الآخرين على الرَّغم من أنَّك لا تتنافس معهم، وستأتي الفرص تدريجياً إليك؛ فرص عمل، وفرصة لبناء شيء مميَّز مع شخص ما، وفكرة لمشروع يمكنك بناؤه بنفسك، وتعلم مهارة جديدة، وما إلى ذلك، ويمكنك تأجيل كل هذا واتخاذ مسار أسهل ومألوف يبقيك محصوراً في مكانك، أو يمكنك البدء في مسار جديد اليوم، وتغيير حياتك، وترقُّب الفرص التي يخبِّئها لك المستقبل.


رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى