6 عادات للتقليل من ضبابية الدماغ وتحسين الصفاء الذهني والفكري

[ad_1]

تُوصَف ضبابية الدماغ غالباً بأنَّها شعورٌ غير واضح، وتشمل الحالات الشائعة لضبابية الدماغ: ضعفَ الذاكرة وصعوبات في التركيز والانتباه، إضافة إلى المعاناة في اللفظ والتعبير الشفوي.

تخيَّلْ لو كان بإمكانك تركيز قوَّتك الذهنية في شعاعٍ ضوئي ساطع واحد وتوجيهُه كاللَّيزر على كلِّ ما ترغب في تحقيقه؛ فمعظم الأشخاص يُعانون من أجل التركيز على أعمالهم، وحين لا تتمكن من التركيز على ما تفعلُه، سيبدو كلُّ ما تفعلُه أكثر صعوبةً ويستغرق وقتاً أطول ممَّا تريد.

إليك 6 عادات عليك اتباعها لتحسين الصفاء الذهني والفكري:

1. التخلُّص من الفوضى:

تؤدي الفوضى إلى إثارة حالةٍ من الضغط والتوتر النفسي، فيوجد رابطٌ قوي بين مُحيطك أو المساحة المادية الخاصة والحيِّز العقلي أو الذهني الخاص بك؛ ومن ثَمَّ فإنَّ الفوضى مُضرَّةٌ بالدماغ والصحة؛ لأنَّها يمكن أن تؤدي إلى حالةٍ من القلق منخفض المستوى وطويل الأمد؛ لذا لم يكُن مفاجئاً على الإطلاق أن يُصبحَ كتابُ “سحرُ الترتيب المغيِّر للحياة: الفنُّ الياباني للتنظيم والتخلُّص من الفوضى” (The Life-Changing Magic of Tidying Up: The Japanese Art of Decluttering and Organizing) للمُستشارة اليابانية “ماري كوندو” (Marie Kondo) ضمنَ قوائم الكتب الأكثر مبيعاً.

نحن جميعاً نبحث عن طرائق لبناء حياة أكثر أهمية لأنفسِنا مع التقليل من الأمور التي تشتِّت انتباهَنا وتُلهينا؛ لذا تخلَّصْ من الفوضى في مكان عملك، وعلى طاولة مكتبك، وفي غرفتك وسوف ترسلُ عندَها رسالةً واضحةً من الهدوء مباشرةً إلى عقلِك.

ابدَأْ بالترتيب اليومَ على دفعاتٍ صغيرةٍ ومُركَّزة؛ لأنَّك لن تتمكن من تنظيف مُحيطك وجميع أماكنك في يومٍ واحد؛ لذا عليك البدءُ بالتنظيف برويةٍ ووفق خطوات صغيرة لتحويله إلى عادةٍ يومية لك تلازمك دوماً، وجهِّزْ نفسَك للنجاح من خلال وضع خطة واستهداف مناطق مُحدَّدة لترتيبها وتنظيفها وتنظيمها على مدى فترة زمنية طويلة.

2. التركيز على مهمة واحدة فقط:

من الخطأ عدُّ القدرة على تنفيذ مهام عديدة في الوقت نفسه وسامَ شرفٍ يُتباهى به، فللتبديل بين المهام المختلفة تكلفةٌ باهظة؛ لِما يتعرَّض له تركيزُك من معاناة حين تنفِّذ مهام عديدة في الوقت نفسِه، إضافة إلى أنَّه يعرِّض مقدارَ الوقت الفعلي الذي تقضيه في إنجاز الأعمال المُنتِجة والمُثمرة للخطر؛ لأنَّك تتابع باستمرار تفريغَ منطقة الحصين في دماغك – المسؤولة عن تخزين الذكريات قصيرة الأمد – وإعادة تلقيمها.

كما تُظهِرُ الأبحاثُ أنَّ التبديل بين المهام المختلفة يحرقُ في الواقع مزيداً من السعرات الحرارية، ممَّا يؤدي إلى إرهاق الدماغ ويحدُّ من قدرتك الإجمالية على العمل والتفكير المثمر؛ لذا عليك الالتزامُ بتنفيذ كلِّ مهمة لديكَ على حدة، واحدةً تلوَ الأخرى مُعطياً كلَّاً منها الوقت اللازم لها، مع التخلُّص من الأمور التي من المُحتمَل أن تُلهيك، وتشتِّت انتباهك قبل أن تتعمَّق في إنجاز أحد أعمالك الهامة مثل تطبيق الوضع الصامت في هاتفك المحمول، أو إيقاف التنبيهات الواردة من بريدك الإلكتروني؛ وذلك لتجنُّب التعرُّض لإغراء التبديل بين المهام.

يمكنك استخدام طريقة 3 إلى 1 من خلال تقليص عددِ مهامك الأكثر أهمية وحصرِها في ثلاثة مهام فقط؛ ومن ثمِّ صب تركيزك كاملاً على مهمة واحدةٍ فقط لفترة زمنية مُعيَّنة، واسمَحْ لنفسِك بالتبديل بين تلك المهام الثلاثة متناوِباً في إنجازها مُعطياً نفسَك توازناً جيداً من التنوُّع والتركيز الفريد والاستثنائي.

شاهد بالفيديو: 8 استراتيجيات بسيطة لتعزيز صفاء ذهنك

 

3. التخلي عن مصادر الإلهاء الطارئة: 

تؤثِّر المقاطعات سلباً في إنتاجيتك وإبداعك والأفكار العظيمة التي قد تجول في بالك؛ إذ تحطِّمُ العجلةُ الإنتاجيةَ وتُفسِدها، كما تُعَدُّ المهام العاجلة وغير الهامة عواملَ إلهاء وتشتيتٍ كُبرى، فليس بالضرورة عدُّ المُلهِيات التي تظهرُ في اللحظة الأخيرة على أنَّها أولويات؛ فأحياناً تكون المهام الضرورية وشديدة الأهمية واضحةً أمام عينَيك تماماً إلَّا أنَّك تُهملها للتفرُّغ لتأدية أمور عاجلةٍ؛ لكنَّها غير هامة؛ لذا عليك أن تتوقَّف عن فعل ذلك وتفعلَ العكسَ تماماً، فهي إحدى الطرائق الوحيدة لضبط وقتِك والسيطرة عليه.

إذ إنَّ لقدرتك على التمييز بين المهام العاجلة والهامة علاقةٌ كبيرةٌ بنجاحك؛ فالمهام الضرورية والهامة هي الأمور التي تُساهِم في تحقيق غاياتك وقِيَمك وأهدافك طويلة الأمد، ويُعَدُّ التمييز بين هذه الاختلافات بسيطاً بما يكفي لتنفيذه مرةً واحدةً فقط؛ لكنَّ تنفيذَه باستمرار قد يكون صعباً للغاية.

4. التوقُّف عن تغذية الراحة وتعزيزها لديك:

تزوِّدنا الراحة بحالة من الأمان الذهني؛ فحين تكون مرتاحاً وتشعر بأنَّ كلَّ شيءٍ في حياتك على ما يُرام، يتمكن دماغُك من إطلاق مواد كيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تساعد على بثِّ مشاعر السعادة في داخلك، إلَّا أنَّ الراحة ضارَّةٌ بالدماغ على الأمد الطويل؛ لأنَّ الروابط بين الخلايا العصبية الدماغية التي تحافظ على تدفُّق المعلومات وجريانها تتقلَّصُ أو تختفي تماماً في غياب تحفيز تغصُّنات (وهي التفرُّعات في الخلايا العصبية التي تتفرَّع من سيتوبلازم الخلية) الخلايا العصبية الدماغية، كما يحدث في حالات الراحة الطويلة؛ إذ تزيد الحياةُ الحافلة بالنشاط من التشابك بين تغصُّنات الخلايا العصبية، كما تزيد أيضاً من قدرة الدماغ التجدُّدية والتي تُعرَف باسم اللُّدونة (اللُّدونة المشبكية هي قدرة المشابك الموجودة بين الخلايا العصبية على تعزيز تقويتها أو إضعافها مع مرور الوقت استجابةً لزيادة أو انخفاض نشاطها).

يقول الطبيب النفسي “نورمان دويدج” (Norman Doidge) في كتابه “الدماغ الذي يغيِّر نفسَه” (The Brain That Changes Itself): “يؤدي التقصير في التعليم المُكثَّف وإهمالُه إلى إضعاف أنظمة اللُّدونة المشبكية واضمحلالها”؛ أمَّا بالنسبة إلى “مايكل ميرزينيتش” (Michael Merzenich) فهو عالمٌ عصبي ورائد في أبحاث اللُّدونة المشبكية ومؤلِّف كتاب “التوصيل الناعم: كيف يمكن للعلم الجديد للدونة الدماغية أن يغيِّر حياتك” (Soft-wired: How the New Science of Brain Plasticity Can Change Your Life).

يجد “مايكل” أنَّ تجاوز المألوف وتخطِّيه أمرٌ في غاية الأهمية لصحة الدماغ ويقول: “إنَّ الاستعدادَ لمغادرة منطقة الراحة الخاصة بكلٍّ منَّا ورغبتَنا في ذلك هي المفتاح للمحافظة على تجدَّد الدماغ وحداثته”؛ فالبحثُ عن تجارب ومغامرات جديدة وتعلُّم مهارات جديدة أيضاً وفسحُ المجال لدخول أفكار حديثة إلى حياتنا؛ يُلهِمُنا ويحفِّزُنا ويثقِّفُنا بطريقة تحسِّن من الصفاء والوضوح العقلي والذهني لدينا.

5. الامتناع عن الجلوس بسكون لفترات طويلة:

الجلوسُ طوالَ اليوم أمرٌ خطيرٌ للغاية؛ وسواء أعجبك ذلك أم لا، فإنَّ للنشاط البدني تأثيرات قوية وفعالة للغاية في دماغك ومزاجك، فغالباً ما يُوصَف الدماغ بأنَّه يُشبِه العضلات؛ إذ يجبُ تمرينُه دائماً للحصول على أداءٍ ذهني أفضل، كما تُظهِر الأبحاثُ أنَّه يمكن للحركة الجسدية والنشاط البدني أن تحسِّن من وظائفك الإدراكية والمعرفية.

إذ يُمكن لِـ 30-45 دقيقة من المشي السريع بمُعدَّل ثلاث مرات أسبوعياً أن تساعد على تجنُّب الإرهاق والتبلد الذهني، فما نفعلُه بأجسادنا يؤثِّر في قدراتنا الذهنية ومَلَكاتنا العقلية؛ لذا ابحَثْ عن شيءٍ تستمتع به ثمَّ انهَضْ وافعَلْه، والأهم من ذلك أن تبني منه عادةً لنفسك.

6. التوقُّف عن استهلاك الوسائط الإعلامية والبدء بالإبداع بدلاً من ذلك:

من السهل للغاية استهلاكُ المحتوى الجاهز؛ إذ تكون حينها شخصاً سلبياً وغير فعال ومرتاحاً أيضاً؛ لكنَّ كلَّ عنصرٍ تستهلكُه من عناصر المُحتوى اللامحدودة يُوقِف جزءاً من المحتوى الذي كان بإمكانك ابتكارُه بنفسِك؛ لذا عليك أن تحدَّ من استهلاكك لوسائل الإعلام، وتتبع بدلاً من ذلك عادةَ الإبداع وتتبناها في حياتك، وتتجنب الضوضاء التي تتسلل تدريجياً إلى عينَيك وأُذُنَيك.

اسأَلْ نفسَك دائماً إن كانت وسائل الإعلام تلك تُثري حياتك أو تفيدُها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، وإن كانت تلك المعلومات جميعها التي تتلقاها من خلالها تجعلُك أكثر ميلاً إلى العمل والإنجاز أو أكثر كفاءةً أو تدفعُك للتقدُّم إلى الأمام بأيِّ طريقةٍ هامة أو حقيقية.

في الختام:

دَعْ إبداعَك يحدِّد مدى استهلاكك لوسائل الإعلام، واسمَحْ للفضول وحُب الاستطلاع بأن يقودَاك إلى اكتشاف شيءٍ تهتمُّ له بشدة ومتابعته، وخصِّصْ وقتاً لابتكار شيءٍ فريد واستثنائي؛ فالهدفُ هو أن تتوهَ في بحور الذُّهول والدهشة، وتتساءل وتتعجَّب كما كنتَ تفعل في طفولتك؛ وحين تحقِّق ذلك الشعور نتيجة ممارستك لنشاطٍ ما، واظب عليه إلى الأبد.

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى