برامج «عام القهوة السعودية» تهمش قهوة العبس

[ad_1]

مما لا شك فيه أن جهود وزارة الثقافة هائلة كذلك برامجها المتنوعة وهي مشهودة وقد أحدثت نقلة. كذلك ما شاهدناه من نشاط ملحوظ لبعض هيئاتها المتواجدة في المنطقة. ولا أريد أن أكون قاسيا على برامج هيئاتها فبالفعل ما يقومون به أحدث نقلة حقيقية ثقافية وتفاعلا مجتمعيا جميلا ومن جهود حميدة وكثيبة يثنون عليها، إلا أننا نتمنى المزيد مدركين أن الكمال هو أمر صعب لكن كما قمم الجبال هممنا عالية وطموحاتنا كبيرة.
ومن البرامج التي أطلقتها وزارة الثقافة «عام القهوة السعودية 2022» الذي سلط الضوء للاحتفاء بالقهوة السعودية بوصفها منتجا ثقافيا مميزا. وجاء من أهداف البرنامج التأكيد على ارتباط القهوة وثقافتها بالهوية السعودية، انطلاقا من خصوصية تعامل المجتمع معها ومع أجوائها المميزة، زراعة وتحضيرا وتقديما، والتي لا تتوافر بنفس الكيفية في أي بلد آخر. كذلك من إظهار التنوع الثقافي الكبير في طرق إعداد وتقديم القهوة السعودية، وتسليط الضوء على البُن الخولاني السعودي بوصفه منتجا سعوديا أصيلا، وأيضا تسليط الضوء على الأدوات والمكونات وطرق تحضير وتقديم القهوة السعودية.
وحين ذهبت لأبحث عن القهوة لم أجد تعريفا واحدا نشر عن القهوة من خلال أهداف البرنامج وأخذ مسلما أن القهوة هي لقهوة البن كما من تلك المستوردة من البرازيل أو من تلك المزروعة بالجنوب السعودي كما خصص بالاهتمام البرنامج. وبالرغم من أن أهداف البرنامج شملت الزراعة والتحضير والتقديم كذلك من إظهار التنوع الثقافي، إلا أن جميع البرامج المقدمة افتقرت إلى جانب هام من تلك الثقافة من التراث السعودي وهي قهوة العبس أو قهوة نواة التمر وحتى من الاهتمام بأبحاثها. وفي هذا السياق أعدت الوزارة برامج توعوية كثيرة ومبادرات ومنها منح معرفية لدعم أبحاث القهوة السعودية بهدف الحفاظ على الإرث الثقافي السعودي، وتسعى للبحث في طريقة نشأة القهوة السعودية، وطرق انتشارها، وسبل تعزيز وتطوير صناعتها، إلا أن قهوة العبس أتت منسية وذكرت هنا الأبحاث كمثال على كافة البرامج المعدة من ذكر قهوة العبس وكأنها ليست جزءا من التراث السعودي ولعلها غفلة.
ودعوني في هذا العرض القصير أذكر بعضا من الأبحاث والتي تسرد قهوة نواة العبس ولعلنا وقبل نهاية العام وانتهاء البرنامج المعد أن نأتي لنتدارك أن تراثنا أعمق وأوسع، وخاصة إن علمنا أن عبس التمر هو فاقد زراعي مما له من أثر واسع على تنويع مصادر الدخل السعودي وزيادة الاستثمار إن استطعنا تعميمه ونشر ثقافته، مدركين ما لدى السعودية من خصوصية واهتمام في زراعة النخيل لا سيما أنها شعار الدولة والتي تمثل وتجسد إرثنا الحضاري والتحامنا بالأرض.
كان بالماضي وقبل عصر النفط عندما تشح قهوة البن تستبدل بعبس التمر بعد غسله وتنشيفه، ويعد بنفس الطريقة من التحميص والدق والغلي بالماء ليضاف إليه الهيل والزعفران. ولا يفرق طعم قهوة البن عن قهوة العبس إلا يسيرا وتكاد لا تعرف عند شربها إن أكثرت قليلا الزعفران كوصفة، إلا أن قهوة العبس ليست كقهوة البن بسبب خلوها من المنبهات فلا تستعمل كثيرا بسبب قلة التوعية الصحية. وفي الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وعمان حاليا تسوق قهوة عبس التمر على أنها بديل صحي حيث إنها خالية من الكافيين لا سيما من فوائدها الصحية. وقد أظهرت أبحاث علمية شاركت بها جامعات سعودية نشرت بأعوام سابقة قدرة عبس التمر على خفض الكوليسترول وعلاج مرض السكر الفئة الثانية وتنشيط الكبد بعد عمل بحث علمي على حيوانات معملية لمعرفة أثره. كما أظهرت أبحاث أخرى قدرة عبس التمر على إدرار البول وخفض الضغط كذلك من دراسة أخرى على زيادة الخصوبة، أي أنه مشروب صحي قائم بذاته وليس بالضرورة بديل خال من الكافيين لقهوة البن.
واختتم مقالي هذا بسرد رؤية البرنامج المعد «تعزيز مكانة القهوة السعودية محليا ودوليا باعتبارها رمزا من رموز الثقافة السعودية، وموروثا أصيلا»، ونتمنى ألا تخص البرنامج فقط قهوة البن ولأن مجالها ضيق وخاصة من شح كميات إنتاجها المحلي وغلاء سعرها بعكس عبس التمر. كذلك من تعميم مفهوم القهوة على أنه يشمل قهوة العبس أيضا ومن إعداد برامج له بالإضافة إلى البن الخولاني.
@SaudAlgosaibi

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى