قص ولصق

[ad_1]

في تجربةٍ قام بها باحثون لمعرفة مدى تأثر الناس بمَن حولهم، حيث قاموا بوضع مجموعة من الممثلين في غرفة استقبال لطالبي وظائف، وطلب من الممثلين أن يقفوا ويجلسوا كلما سمعوا صوت جرس في الغرفة، وكلما دخل شخص جديد على المجموعة بدأ بتقليدهم دون معرفة السبب وراء ذلك، جراء تأثره بمَن حوله.
البعض منا آراؤه ليست عبارة عن قناعات، وإنما هي عبارة عن قص ولصق لآراء الغير دون أدنى تفكير، وهذا ما يمكن لنا أن نسمّيه بالتقليد الأعمى، إذن تجد أن بعض الناس يقوم بأعمال غريبة لمجرد كون الناس يقومون بها، فيصدق خبرًا غريبًا لمجرد أنه منتشر بين الناس، ويعادي أناسًا؛ لمجرد معاداة غالبية أصحابه لهم، ويتجنب اقتناء أجهزة معينة، رغم جودتها لمجرد أن غالبية الناس يقتنون جهازًا معينًا، مما يدفع التجار للمغالاة فيه.
ونحن لا نتحدث هنا عمّن ينحاز لرأي بعد التفكير والاقتناع، ولا عمّن يُجامل في بعض الأحيان، بل عمن يكون إمَّعة، يسير مع رأي الناس دون أدنى تفكير، كما قال «عليه الصلاة والسلام» (لا تَكونوا إمَّعةً، تقولونَ: إن أحسنَ النَّاسُ أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولَكن وطِّنوا أنفسَكم، إن أحسنَ النَّاسُ أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تظلِموا).
عوِّد نفسك وأبناءك على أن يكون لك ولهم خيار التفكير قبل التسرع في الإجابة، وهذا بالطبع دون المبالغة في ذلك، مما سيحميهم من التأثر بالأفكار الغريبة والأطروحات الهدَّامة، ولتكون لهم القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ولكي لا يكونوا عُرضة لتقبّل الأفكار الغريبة الوافدة على مجتمعاتنا. قال المتنبي:
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وَكَم مِن عائِبٍ قَولًا صَحيحًا
وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
@azmani21

أخبار متعلقة

الأمير محمد بن سلمان.. مهام جديدة ومستقبل واعد
دعونا من أحاديث لا طائل وراءها.. صرح أكاديمي رائع وجبل لا تهزه الريح!!

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى