25 أداة مفيدة في التفكير (الجزء الثاني)

[ad_1]

1. عالم الأنثروبولوجيا: الانضمام إلى ثقافة أخرى

الأنثروبولوجيا هي دراسة الثقافات، وعلى عكس الاقتصاد الذي يميل إلى التركيز على النماذج الرياضية، أو علم النفس الذي يميل إلى إجراء كثير من التجارب الدقيقة، يتعلَّم علماء الأنثروبولوجيا الثقافات من خلال العيش فيها.

كيف يمكنك الانضمام إلى مجموعات لا تنتمي إليها؟ مجموعات من جنسيات أو لغات مختلفة؟ مختلفين في الآراء السياسية أو المهن أو الهوايات أو الأديان أو الفلسفات؟ كيف يمكنك أن تتعلَّم كيف تعيش هذه المجموعات من الأشخاص، ودفعهم إلى قبولك والسماح لك بالعيش جنباً إلى جنب معهم؟

شاهد بالفيديو: 8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

 

2. عالم النفس: اختبار فهمك للآخرين

يحتوي علم النفس على أدوات تفكير مختلفة في كل من افتراضاته عن الطبيعة البشرية، وكذلك في طرائق اكتشافها، وفي موضوع علم النفس نفسه، فتوجد أدوات لا حصر لها، من التحيزات المعرفية، ونماذج الانتباه، والأخلاق، والتفضيلات، والغرائز، والذاكرة وغيرها، ويمكن كتابة العشرات من الكتب عن كيفية التفكير تفكيراً أفضل باستخدام هذه الأدوات، ويوجد بالفعل كثير منها.

من المثير للاهتمام أنَّ علم النفس هو أيضاً مهنة لها مجموعة أدوات خاصة بها لاكتشاف النفس، ومثل جميع العلماء يتضمَّن هذا إنشاء تجارب؛ إذ يمكنك التحكُّم بكل شيء عدا المتغيِّر الذي تريد دراسته، لكن بخلاف العلماء الآخرين، فإنَّ موضوع دراسة علماء النفس هو البشر، وهذا يعني أنَّه لا يمكنهم في كثير من الأحيان إخبار الأفراد موضع الاختبار بما يحاولون اختباره.

3. الناقد: تطوير عمل الآخرين

يذهب معظم النقاد إلى أبعد من مجرد إخبارك بالكتب التي يجب قراءتها، وأي الأفلام ستريد مشاهدتها؛ إذ يقدِّمون تحليلات وتفسيرات ومناقشة تتجاوز العمل الأصلي.

تعدُّ أدوات التفكير المستخدمة هنا هامة جداً، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا تتطلَّب مهنتهم أن يحلِّلوا الأدب، على سبيل المثال، أولاً القدرة على فحص الأعمال الإبداعية بدقة، وعيش تجربة أعمق بكثير من مجرد استهلاك المنتج بسطحية، ثانياً القدرة على ربط تلك المعرفة بمجموعة من القضايا والأفكار الأخرى، ويعتمد هذا الأمر على الإبداع لتتمكَّن من إضافة مزيد من الأفكار إلى المنتج الأصل.

4. الفيلسوف: التنبُّؤ بالعواقب

يميل الفلاسفة إلى امتلاك أسلوب ومجموعة أدوات مماثلة لعلماء الرياضيات، إلَّا عند التعامل مع أشياء مبنية على كلمات غير دقيقة، فنتيجة لذلك يوجد الكثير من أدوات التفكير المفيدة للتعامل مع الأشياء التي لا يمكن التعبير عنها على شكل أرقام.

تتمثَّل إحدى الأدوات القوية في القدرة على رؤية العواقب غير المتوقعة لتوسيع نطاق الفكرة إلى أقصى حدودها، وهذا له فائدتان، أولاً، يمكن أن يكشف عن عيوب في الفكرة الأصلية، عن طريق “برهان الخلف”، ثانياً، يمكن أن يساعدك على التعرف إلى أساس حدسك الغامض تجاه الأشياء، من خلال تعريض أفكارك لانتقادات افتراضية أقوى، ومن ثمَّ يمكنك رؤية آلية عملها.

5. المحاسب: مراقبة النسب

المال هو أساس الشركات، والمحاسبة هي العمل الذي يراقب كيفية تدفقه ويتحقق ليضمن عدم انقطاعه، ويوجد الكثير من أدوات التفكير المفيدة من المحاسبة التي تسمح بتشخيص المشكلات المخفية، واحدة منها هي فكرة تحليل النسبة، فالنسب هي كسر يمثِّل فيه البسط والمقام قياسين مختلفين داخل الشركة، على سبيل المثال، الرفع المالي هو نسبة الاستدانة إلى حقوق الملكية التي وضعها الملاك، حين ترتفع يزيد خطر التخلُّف عن السداد، في حين تشير نسبة السعر إلى الأرباح إلى مدى ارتفاع تكلفة أسهم الشركة مقارنة بأرباحها.

هذه التحليلات من المحاسبة مفيدة لمجالات أخرى، على سبيل المثال في مجال الصحة، يعدُّ مؤشر كتلة الجسم نوعاً من تحليل النسبة، وفي هذه الحالة هو وزنك مقارنةً بمربع طولك، لكن يمكنك أيضاً تتبُّع العديد من الأرقام الأخرى ونسبها، مثل كمية العمل الناتج عن كل ساعة عمل، والأخطاء في كل سطر من التعليمات البرمجية؛ إذ يعدُّ تنظيم البيانات، وتتبُّع التفاصيل، ومراقبة الأنماط الخفية، أدوات محاسبة يمكنك استثمارها خارج المجال.

6. السياسي: توقع الانطباع الذي ستتركه الأفعال

تقدِّم السياسة مجموعة أدواتها أيضاً؛ إذ يتمثَّل الاختلاف الرئيس بين السياسة والتجارة في أنَّه في حين تسعى كلتاهما إلى تحقيق هدف في العالم، تعتمد الأولى بدرجة كبيرة على انطباع الناخبين، وفي حين يمكن لشركة أن تقدِّم أداءً جيداً وتستمر بالعمل، يجب أن يكون أداء السياسي رائعاً، وحتى حينها قد يُطرد بسبب مشكلة في العلاقات العامة، لذلك فإنَّ أدوات التفكير التي يمتلكها السياسيون لا تتعلَّق فقط بتوقع تأثير بعض الإجراءات، لكن أيضاً كيف سيترك هذا الإجراء انطباعاً على الناخبين وعلى حلفائه وأعدائه.

تعني أدوات التفكير هنا أنَّه في بعض الأحيان لا يكون القرار الصحيح ممكناً، وذلك لأنَّ الآخرين لن يروا الأمر على هذا النحو، ولا تستطيع إقناعهم، وفي حين قد يكون هذا محبطاً، لكنَّه ينطبق على أجزاء كثيرة من الواقع حتى لو كنَّا نفضل ألا يكون الوضع كذلك.

7. الروائي: نسج القصص

يرى كثير من الناس أنَّ القصص هي التجسيد اللغوي للتاريخ؛ إذ نأخذ ما حدث بالفعل ونحكيه باستخدام بعض الكلمات حتى يتمكَّن الآخرون من تخيُّله بأنفسهم؛ إذ يفهم الروائيون أكثر من أي شخص آخر أنَّ ما يحدث بالفعل ليس قصة جيدة في كثير من الأحيان، إذ تحتوي القصص على شخصيات لها صفات ثابتة تجعل أفعالهم متوقعة، وفي الحياة الواقعية يتأثر الناس أكثر بالسياق، والقصص لها بدايات ونهايات، أمَّا الواقع فهو تيار مستمر من الأحداث دون أجزاء.

لسوء الحظ، يفهم الناس القصص بسهولة أكثر بكثير من الواقع؛ لذا غالباً ما تحتاج إلى نسج الأحداث التي تريد إخبارها الناس بطريقة يمكنهم فهمها، وتسهيل الأمور عبر تحديد من هو المتورِّط، ومتى حدثت هذه الأشياء، وتقديم معلومات لتسهيل متابعة المستمع للقصة.

ففي حين أنَّ هذا ينطبق على كتابة الروايات أو صناعة الأفلام، فإنَّ سرد القصص هو جزء من حياة جميع الناس؛ إذ نواجه أسئلة تتطلَّب ذلك دائماً، من “لماذا تريد العمل في هذه الوظيفة؟” إلى “أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟” هذه كلها قصص، وعلينا أن نفهم هياكلها.

8. الممثِّل: أفضل طريقة للتظاهر هي أن تكون صادقاً

يُطلق على أداة التفكير الشائعة في التمثيل التمثيل المنهجي، وتتضمَّن هذه التقنية محاولة الشعور فعلياً بمشاعر الشخصية التي تمثِّلها، بدلاً من مجرد التظاهر بذلك.

قد يبدو هذا تناقضاً، فكيف يمكن أن تشعر بشيء تعرف أنَّه مزيف، لكنَّ هذا يعتمد على قوة الخيال في استحضار المواقف لإنشاء التعاطف؛ إذ يمكن أن تحل مواقف ماضية عشتها محل المواقف التي تمر بها الشخصية، وحينها ستبدو مشاعر الخوف والسعادة والثقة والعاطفة حقيقية عندما تعيشها.

هذا يوحي أيضاً بأداة تفكير قوية، وهي تغيير حالتك العاطفية للحصول على النتائج التي تريدها، على سبيل المثال إذا كنت تشعر بالقلق، ولكنَّك تعلم أنَّك تحتاج إلى التحلِّي بالثقة، يمكنك تخيُّل ذلك كما لو كنت تؤدي دوراً، لكن لا تزيِّف ذلك بل اشعر به.

9. السباك: تفكيك القطع لمعرفة المشكلة

لا يحصل الحرفيون على التقدير الكافي لامتلاكهم أدوات واستراتيجيات فريدة لحل المشكلات؛ إذ لن يفكِّر معظم الأكاديميين أبداً في مهنة السباكة أو النجارة أو الأعمال الكهربائية، لكن غالباً ما تتفوَّق هذه المهن من حيث الدخل على رواتب الحاصلين على شهادة جامعية، ولسبب وجيه هو أنَّها مهارات صعبة ومطلوبة.

يتمثَّل جوهر السباكة، مثل معظم المهن الأخرى، في فكِّ شيءٍ ما لمعرفة ما هي المشكلة، وللقيام بذلك تحتاج إلى نموذج لما تعمل عليه وإلا فقد تحدث مشكلة، ولكنَّك تحتاج أيضاً إلى تفكيك الأشياء لفهمها، فكثير منَّا يتجنَّب فك الأشياء لأنَّنا نخشى أن تتَّسخ أيدينا، أو لا نريد المخاطرة بكسر شيء ما، لذلك لا نحاول أن نفهم كيف تعمل.

10. الهاكر: فهم الطبقات التي يتكوَّن منها كل شيء

القرصنة هي واحدة من أكثر المهارات التي يُساء فهمها؛ إذ تصوِّرها البرامج التليفزيونية على أنَّها نوع من سحر الكمبيوتر، لكن من الناحية العملية، فإنَّ القرصنة تقتصر في الغالب على فهم أنَّه غالباً ما تكون هناك طبقة أكثر تعقيداً من التعليمات والتي يوجد طبقة أسهل فوقها نتعامل معها.

فالكمبيوتر مُصمَّم على تسلسلات هرمية؛ لذا إنَّ كل مستوى من المستويات هو تجريد وتسهيل للطبقة أدناه بغرض تسهيل فهمها، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يسمح لك هذا التسهيل بالقيام بأشياء في أدنى المستويات تبدو مستحيلة بالنسبة إلى شخص يرى فقط أعلى مستوى.

من الأمثلة على ذلك هي استثمار سيل الذاكرة؛ فعندما تعمل معظم البرامج على مستوى أعلى، تصل إلى الذاكرة عبر قنوات مقيدة، وإذا طلبت شيئاً خارج الذاكرة ستصادف رسالة خطأ، لكن من الناحية العملية توجد الذاكرة كلها على صف واحد، وتكون أقسام الذاكرة المخصَّصة لأشياء مختلفة موجودة بجانب بعضها بعضاً، وإذا كان في إمكانك الكتابة على ذاكرة خارج القيود المفروضة، يمكنك جعل الكمبيوتر يقوم بأشياء كنت تتوقع بسذاجة أنَّها مستحيلة، على سبيل المثال في لعبة ماريو يوجد خطأ يسمح لك بالفوز عند إدخال سلسلة غريبة من التعليمات.

لا تعمل أداة التفكير هذه مع أجهزة الكمبيوتر وحسب، لكن أيضاً في مجالات أخرى من الحياة، وتذكَّر كل ما تراه عادةً ما يكون تسهيلاً لواقع أعمق، وهذا قد يعني أنَّه قد يكون لديك خلل لا تتوقعه في النظام الأساسي.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي

 

الأفكار النهائية عن أدوات التفكير:

هذه مجرد ملخصات لأداة رئيسة من مهن مختلفة، لكن في الواقع يوجد العشرات، إن لم يكن المئات من أدوات التفكير لكلِّ مجال، ولا يقتصر الأمر على المهن فحسب، بل تحوي الهوايات والموضوعات ومهارات الحياة العامة أيضاً على أدوات التفكير.

تكمن المشكلة في أنَّ الناس غالباً ما يواجهون صعوبة في التعرف إلى المهارة واستخراجها من مكان نشأتها، وهذه مشكلة ليس من السهل حلها، لكن إذا كان في إمكانك تحديد النمط، يمكنك البدء بفهم كيف يمكنك تطبيقه في مكان آخر.

لن تنجح معظم هذه الأدوات جيداً في المجالات البعيدة عن مجالات ظهورها، فالروائي الذي يحاول استخدام أسلوب سرد القصص لتشخيص المشكلات الطبية سيكون في مأزق كبير، ولكنَّنا غالباً ما نتمسَّك بشدة في استخدام أدواتنا المفضَّلة ولا نفكِّر في أي أداة يمكن استخدامها؛ إذ تتطلَّب الحلول الإبداعية تفكيراً متشعِّباً، وهذا يجعلنا نفكِّر في أداة واحدة عندما نحتاج إلى أخرى.

في الختام: يتطلَّب العمل الإبداعي أدوات تفكير متنوعة

تُظهر تجربة كلاسيكية الحاجة إلى أدوات مثل هذه؛ إذ طُلب من الأشخاص استخدام علبة من المسامير لتثبيت شمعة على الحائط، فكان الحل هو استخدام الصندوق كقاعدة، لأنَّ محاولة استخدام المسامير مباشرة على الشمعة تسبِّب في حدوث فوضى، ولكنَّ هذا صعب لأنَّنا نفكر في الصندوق كحاوية للأدوات، وليس كأداة في حد ذاته، وبالمثل قد تسمح معظم هذه الأدوات بحلول إبداعية للمشكلات التي ربما لم تفكِّر فيها، على سبيل المثال:

  1. إذا كنت رائد أعمال، فكيف ستكون شركتك إذا تعاملت معها بصفتك فناناً أو مدرساً أو روائياً؟
  2. إذا كنت مبرمجاً، فكيف ستتحسَّن تعليماتك البرمجية إذا استخدمت أدوات مندوب مبيعات أو محاسب؟
  3. إذا كنت صحفياً، فما الذي سيتغيَّر في أعمالك إذا تصرَّفت بصفتك عالماً أو خبيراً اقتصادياً أو سباكاً؟

لن تكون كل مجموعة مفيدة، لكن قد يرشدك كثير منها إلى بداية الطريق نحو الحل.

المصدر

[ad_2]

رابط المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى